تصعيد الحوثي في مأرب.. ضغط من أجل المفاوضات وخشية من مآلات التسوية

كثف الحوثيون منذ 5 أيام القصف على مدينة مأرب بالصواريخ والمقذوفات التي أصابت مدنيين في ظل اتهامات بقصور دور الحكومة الشرعية والتحالف.

صور الجيش الوطني اليمني يقول إنه قتل 34 حوثيا بكمائن للجيش في شمال غربي مأرب
دبابة تابعة للجيش اليمني في إحدى جبهات القتال شمال غربي محافظة مأرب (الجزيرة)

صعدت جماعة الحوثي اليمنية هجومها على محافظة مأرب (شمال شرقي البلاد)، تزامنا مع زخم الحراك السياسي الدولي لإيقاف الحرب في اليمن، وذلك سعيا من الجماعة لتحقيق انتصارات جديدة تضغط بها في أية مفاوضات قادمة.

وكثفت قوات الحوثيين منذ 5 أيام قصفها على مدينة مأرب بالصواريخ والمقذوفات، التي أصابت مدنيين، في ظل اتهامات بقصور دور الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية.

ويقول وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية محمد قيزان إن الحوثي لم يتوقف عن قصف مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدى الأشهر الماضية، وأوقع عشرات الضحايا من الأطفال والنساء، وأضاف قيزان -للجزيرة نت- أن المواقف الدولية جراء هذا التصعيد "لم تكن بالشكل المطلوب لتردع الحوثي عن الاستمرار في عدوانه".

ورقة تفاوض

ويرى المسؤول اليمني أن الحوثيين حشدوا مؤخرا "المئات من المغرر بهم، ودفعوا بهم إلى جبهات مأرب بهدف تحقيق مكاسب جديدة على الأرض، لتكون ورقة ضغط على الشرعية والتحالف في أي عملية سلمية قادمة، باعتباره يمثل المحافظات الشمالية".

ويشدد المتحدث نفسه على أن صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وكسر هجمات الحوثيين، وإلحاق الخسائر الكبيرة بحشودهم وآلياتهم العسكرية؛ أفسدت على الجماعة مخططاتها، ويضيف قيزان "مع الأسف ما زالت المواقف الدولية لم تتجاوز مجرد التنديد بجرائم الحوثي ومطالبته بوقف اعتداءاته على المدنيين في مأرب وفي السعودية".

ويقول المسؤول اليمني إن موقف الحكومة من التصعيد الحوثي على مأرب ليس بالمستوى المطلوب والتحدي الذي تواجهه مأرب، مشيرا إلى أن الجيش الوطني في المناطق العسكرية الثلاث الموجودة في محافظات مأرب والجوف وصنعاء "يعاني من ضعف شديد في التسليح والتموين، والجنود من دون مرتبات منذ أشهر".

قرارات الحكومة

ويضيف قيزان أن سياسة الحكومة بتوقيف جبهات القتال الأخرى في محافظات حجة وتعز والضالع والساحل الغربي والبيضاء جعلت الحوثي "يحشد مقاتليه بأريحية ويهاجم كل محافظة على حدة، وهذا الأمر جعل المواطن في حيرة من أمره، ولم يجد تفسيرات مقنعة لهذه التصرفات".

وبخصوص دور التحالف، يقول وكيل وزارة الإعلام إن السعودية تدعم الجيش الوطني من خلال القصف الجوي لأماكن وجود الحوثيين، ولكن الجيش الوطني حاليا بحاجة لأسلحة متطورة ونوعية على الأرض، تمكنه من كسر هجمات الحوثي والتقدم في الجبهات.

من جانب آخر، يقول رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة من مأرب سيف الحاضري إن دور الحكومة في هذه المعركة كان ضعيفا بسبب خضوعها للتحالف العربي، الذي أسهم في إضعاف الجيش الوطني، ومنع مده بالسلاح والذخيرة، والاكتفاء بإبقائه في وضع الدفاع.

ويخشى الحاضري في حديثه للجزيرة نت من أن تقديم السعودية مأرب للحوثيين ضمن تسوية مع إيران، أو المجتمع الدولي أمر "غير عادل للقضية اليمنية".

وانتقد المتحدث نفسه استمرار قطع مرتبات الجنود، والتغييرات التي حدثت في الجيش ولم تكن في صالحه، على حد قوله. ويقول إن هناك "تعويلا على صمود الأبطال في الجبهات وتحرك الجماهير والقبائل، واستثمار الإمكانات المتوفرة".

رفض الحوثيين

ولم تستجب جماعة الحوثي للنداءات الدولية والمحلية الداعية إلى إيقاف التصعيد تجاه مأرب، وتتحاشى قيادة الجماعة التصريح بهذا الموضوع، معتبرة أن هذه الجبهة ليست جديدة والمعارك فيها منذ فترة طويلة، حسب تغريدة وكيل وزارة الخارجية حسين العزي.

وفي السياق نفسه، اعتبر القيادي الحوثي محمد البخيتي أن جبهة مأرب مهمة، وستحدد مصير المعركة، معتبرا أن خوض هذه المعركة بمثابة "توجيه إلهي لجماعته"، كما عبر عن ذلك في تغريدة بحسابه في تويتر.

المصدر : الجزيرة