ميديابارت: رجال حول بوتين..الستة الذين يمسكون بتلابيب السلطة في روسيا

قدّر المعارض الروسي السابق بوريس نيمتسوف، الذي اغتيل عام 2016، في تقاريره عن فساد بوتين، تحويل نحو 60 مليار دولار من أصول شركة غازبروم إلى بنك روسيا أو إلى هياكل أخرى يسيطر عليها أصدقاء بوتين

Russian President Vladimir Putin and businessman Arkady Rotenberg attend an awarding ceremony in Sevastopol
بوتين مع رجل الأعمال المقرب منه أركادي روتنبرغ (رويترز)

قال موقع ميديابارت (Mediapart) الفرنسي إن مجموعة صغيرة من الرجال لا تتجاوز الـ30، تربطها علاقات من باب الصداقة أو تقاطع المصالح أو الرغبة في تحصيل الثروة، هي التي تُحكم السيطرة على روسيا واقتصادها.

وكل هؤلاء الرجال -كما يذكر ميديابارت- من رفاق الرئيس فلاديمير بوتين، إما في الطفولة أو في الجامعة أو في المخابرات السوفياتية السابقة، أو من المتعاونين مع عمدة سان بطرسبورغ في التسعينيات.

يقول بوتين في الكتاب الذي عرّف به نفسه للروس عندما انتخب رئيسا لأول مرة في مارس/آذار 2000، عندما سأله محاوره عن أصدقائه، "لديّ الكثير من الأصدقاء ولكن القليل منهم مقربون حقا. لم يخونوني أبدا ولم أخنهم".

وعلق الموقع بأن أي رجل أعمال يرغب في القيام بأعمال تجارية في روسيا، لا يمكنه ذلك دون حماية، ويسمونها "سقفا" أو "كريشا"، ولكي يكون آمنا تحت هذا السقف يجب أن يدفع ثمن مكانه، مشيرا إلى أن بوتين، كمسؤول في بلدية سان بطرسبورغ، ثم كرئيس لروسيا هو هذا السقف.

وقد تم توزيع شركات ضخمة في مجال الطاقة والبنوك والنقل والأشغال العامة -كما يقول الكاتب- على أصدقاء بوتين، وانهالت عليها العطاءات الحكومية التي ضخمت هذه الثروات الهائلة فجأة، وفي المقابل، أصبح هؤلاء الأصدقاء ثروة بوتين وضمنوا تمويل نظامه.

ومن بين هؤلاء الأصدقاء اختار الموقع استعراض 6 شخصيات رأى أنها تمثل ثقل الفريق والعمود الفقري لنظام التمويل.

1. أركادي روتنبرغ.. صديق الطفولة

كان الملياردير أركادي روتنبرغ وشقيقه بوريس صديقي طفولة بوتين، وقد تقاسما معه حب الجودو، قبل أن تتخذ هذه الصداقة بعدا آخر بعد أن أصبح بوتين رئيسا لروسيا.

تبلغ ثروة الأخوين أركادي وبوريس روتنبرغ الآن 2.7 و1.4 مليار دولار على التوالي، وقد أنشآ مجموعة تضم 6 شركات إنشاءات متخصصة في خطوط الأنابيب وأنابيب الغاز، وعميلها الرئيسي هو شركة "غازبروم"، وهما أيضًا المساهمان الرئيسيان في بنك "إس إم بي" (SMP Bank).

وفي دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، نالت عائلة روتنبرغ عطاءات جيدة، حيث قامت إحدى شركاتها ببناء 17 كيلومترا من طريق شديد الانحدار من سوتشي مقابل 2.5 مليار دولار، بالإضافة إلى جزء من الطريق المشترك من البحر إلى الجبل بمبلغ ضخم، والعائلة مساهمة أيضا في الشركة التي تبني الطريق السريع الجديد بين موسكو وسان بطرسبورغ.

ويخضع أركادي روتنبرغ لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، وجاء في ورقة العقوبات أنه "منذ مارس/آذار 2014، حصل روتنبرغ أو شركاته على عقود عامة بقيمة إجمالية تزيد على 7 مليارات دولار، دون الدخول في عملية تنافسية رسمية".

2. سيرغي تشيميزوف. زميل المخابرات

يعتبر سيرغي تشيميزوف الذي كان عميلا للمخابرات السوفياتية "كي جي بي" (KGB) في ألمانيا الشرقية وزميلا في المكتب لبوتين، أحد أغنى الأشخاص في روسيا، بعد أن عيّنه بوتين عام 2007 رئيسا لشركة روستيك العملاقة التي تشرف على أكثر من 700 شركة.

ويخضع سيرغي تشيميزوف -الذي كان المفاوض الرئيسي لصفقة مسترال بين روسيا وفرنسا- لعقوبات أميركية وأوروبية، وهو مقرب من بوتين، ولذلك تمت ترقيته إلى مناصب عليا في الشركات التي تسيطر عليها الدولة، حسب ملف الاتحاد الأوروبي.

3. نيكولاي شمالوف.. صديق من سان بطرسبورغ

كان نيكولاي شامالوف -الذي تعرف على بوتين منذ أوائل التسعينيات في سان بطرسبورغ- حاضرا منذ عام 2005 وحتى اليوم في قضية قصر البحر الأسود، من اختيار الأرض إلى إدارة العقار وتمويله.

وكان شامالوف مساهما في شركة بتروميد التي أنشئت في سان بطرسبورغ بدعم من لجنة العلاقات الخارجية التي ترأسها بوتين لاحقا، وقد وفرت هذه الشركة، من خلال عقود استيراد كبيرة للمعدات الطبية، التمويل الأول للقصر في العقد الأول من القرن الـ21.

ويخضع نيكولاي شامالوف للعقوبات الأوروبية منذ عام 2014، وذلك لأنه حسب تفسيرات ورقة العقوبات، "يستغل علاقاته مع صناع القرار الروس، وهو ثاني أكبر مساهم في بنك روسيا"، حسب ورقة العقوبات.

4. يوري كوفالشوك.. صديق من سان بطرسبورغ

وصفت وزارة الخزانة الأميركية يوري كوفالشوك بأنه "أمين صندوق بوتين"، وهو شخصية رئيسية، يمكن العثور عليه في كل منعطفات تمويل قصر البحر الأسود وفي النظام المالي بأكمله، وهو يرافق بوتين والمقربين منه.

أصبح الرجلان صديقين في أوائل التسعينيات في مجلس مدينة سان بطرسبورغ، عندما تم تكليف بوتين بتحويل بنك صغير مملوك للبلدية إلى مؤسسة خاصة، وقد تولد عن هذه العملية بنك روسيا الذي سبق ذكره، ويتولى كوفالشوك إدارته وهو المساهم الرئيسي فيه.

وقد ازدهرت أعمال كوفالشوك بمجرد تنصيب بوتين في الكرملين، فاستحوذ بنك روسيا على بعض أصول شركة غازبروم 2004، بما في ذلك 50% من شركة سوغاز، أحد أكبر شركات التأمين الروسية، بسعر مقوم بأقل من القيمة الحقيقية.

وقدّر المعارض الروسي السابق بوريس نيمتسوف، الذي اغتيل عام 2016، في تقاريره -عن فساد بوتين- تحويل نحو 60 مليار دولار من أصول شركة غازبروم إلى بنك روسيا أو إلى هياكل أخرى يسيطر عليها أصدقاء بوتين.

وتبلغ ثروة كوفالشوك -وفقا لمجلة فوربس- 2.4 مليار دولار، وقد أدرج منذ عام 2014 في قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

5. غنادي تيمشينكو.. صديق من سان بطرسبورغ

حسب مجلة فوربس، يعد هذا الرجل المتواضع الخجول من أكبر أثرياء روسيا بثروة تقدر بـ22 مليار دولار، وثروته موزعة بين عدة قطاعات مالية، كقصر البحر الأسود ومزارع الكروم، وهو من يتبرع بالشقق لمن هم مقربون من بوتين، وفقا لصندوق مكافحة الفساد.

دخل تيمشينكو -الذي التقى بوتين في أوائل التسعينيات في سان بطرسبورغ- عالم النفط الذي جنى منه ثروة كبيرة، عندما اضطرت شركات النفط الروسية المملوكة للدولة إلى بيع نفطها للتصدير من خلال شركتها غنفور التي تأسست عام 1997 ومقرها بسويسرا.

وتيمشينكو الذي لم تستهدفه أي عقوبات، هو الرجل الذي جلب شركة توتال الفرنسية إلى السوق الروسية، وهو عضو في المجلس الاقتصادي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية الروسية الذي أصبح أحد أكثر مجموعات الضغط نشاطا لرفع العقوبات عن روسيا.

6. إيغور سيتشين.. صديق من سان بطرسبورغ

قال الكاتب إن إيغور سيتشين هو أحد أقرب المقربين لبوتين، فهو ظله وعيناه وذراعاه، ودماغه خاصة عندما يطلب الرفع من شأن "وزارات القوة" كالدفاع والأمن.

شغل إيغور سيتشين منصب رئيس روسنفت، أكبر مجموعة نفطية تابعة للدولة لمدة 10 سنوات، وجعل منها عملاقا على حساب يوكوس، شركة ميخائيل خودوركوفسكي الذي سُجن لمدة 10 سنوات.

المصدر : ميديابارت