لوموند تستعرض وثائقي "العراق تدمير أمة".. مأساة في 4 محطات

دمار كبير تعيشه العديد من مدن العراق خلال السنوات الماضية (الجزيرة)

استعرضت لوموند (Le Monde) وثائقيا بعنوان "العراق.. تدمير أمة" كانت القناة الفرنسية الخامسة قد عرضته أمس الأحد، وتحدثت فيه عن تأثير 40 سنة من الدكتاتوريات والحروب على مستقبل هذا البلد الذي يعتبر قوة نفطية مهمة.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن السؤال الذي طرح في مقدمة الوثائقي يذكر بأن تاريخ هذا البلد مرتبط ارتباطا وثيقا بفرنسا، خاصة مع ظهور رئيسه الراحل صدام حسين في سبعينيات القرن الماضي على الساحة السياسية.

وقد اختار جان بيير كانيه مخرج هذه السلسلة المكونة من 4 أجزاء -كما تقول الصحيفة- شخصية الرئيس كخيط مشترك لاستعادة 40 عاما شهدت حربين وحصارا ودكتاتوريين، وانتهت بالعراق إلى الفوضى.

وأشارت لوموند إلى أن الحلقات الأربع "الحليف، الخصم، المدان، الشبح" -المبرمجة على التوالي- تستند إلى شهادات استثنائية، من بينهم أشخاص لهم صلة قربى بأحد المفجرين الانتحاريين في سان دوني (قرب باريس) عام 2015 وهو عراقي من الموصل.

ويقدم المخرج شخصية الخمسيني محمد زكي، وهو جندي سابق وتاجر في الموصل كانت تربطه علاقة صداقة بمفجر سان دوني، وقال عنه "كنا نعيش في الموصل معا كإخوة وجيران مسيحيين ومسلمين" وتأسف لعدم وجود رجل "مثل صدام حسين" يحكم العراق.

واشتمل الوثائقي على مقابلات مع العديد من كبار السياسيين والمحليين -تقول الصحيفة- ومن بينهم الزعيم الكردي مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق بين 2005 و2017، وأسامة النجيفي الزعيم السني ونائب الرئيس العراقي من 2016 إلى 2018.

الحرب على العراق كان يهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية العراقية - أسوشيتد برس
جانب من الدمار الذي لحق بالقوات العراقية خلال انسحابها من الكويت عام 1991 (أسوشيتد برس)

عاصفة الصحراء
عاد مخرج الوثائقي مطولا إلى عملية "عاصفة الصحراء" التي قادها الأميركان بتحالف من 34 دولة عام 1991، لمواجهة غزو الكويت من قبل قوات صدام، وذلك من خلال شهادات لوزير الخارجية الفرنسية السابق رولان دوما من وأخرى لـ جان بيير شيفنمان وزير الدفاع بين 1988 و1991.

ومن الجانب الأميركي، شرح الفريق باستر غلوسون بفخر كيف صمم التدخل معتمدا على طائرة الشبح "إف-117" (F-117) كما وردت شهادات كل من بول بريمر (حاكم العراق من قبل أميركا بين 2003 و2004) ودوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع الأميركية بين عامي 2001 و2005، ورويا ذكرياتهما، ليقارن المخرج بين وجهات نظرهما.

وكانت بعض الشهادات -تقول لوموند- مؤثرة ولكن بعضها كان مقززا، وتذكر "بقضية الحاضنات" حيث وردت شهادات كاذبة تزعم أن عراقيين كانوا سيقتلون أطفالا بمستشفى الولادة في مدينة الكويت، وقد أظهر ذلك إلى أي مدى ذهبت دعاية السلطات الأميركية لإقناع الرأي العام بأهمية إطلاق عملية الغزو.

المصدر : لوموند