صواريخ فائقة السرعة ورؤوس نووية.. هل أصبحت الصين قادرة على سحق الولايات المتحدة؟

بفضل التكنولوجيا الأسرع من الصوت التي لم تتقنها أميركا بعد، ستتمكن الصين قريبا من فرض احترامها على واشنطن والقيام بجميع المغامرات العسكرية التي يحلم بها الحزب الشيوعي في منطقة نفوذها.

صواريخ صينية خلال أحد العروض العسكرية (الأوروبية)

قالت مجلة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية إن خبرين عن الأسلحة الصينية نشرا حديثا سيغيران بوجه جذري رأي العالم في التنافس بين بكين وواشنطن، إلى درجة أن قائد جيش الولايات المتحدة الجنرال مارك ميلي أعلن "أننا نشهد واحدا من أكبر التحولات في القوة الجيوستراتيجية لم يشهد العالم مثله على الإطلاق".

وأوضحت المجلة في تقرير بقلم فنسان جوفير أن الصدمة الأولى كانت عندما كشفت "فايننشال تايمز" (Financial Times) يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الجيش الصيني نجح قبل 3 أشهر في الدوران على ارتفاع منخفض حول الأرض بصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت 5 مرات، ويُتحكم فيه عن بعد.

هل دخل العالم حربا باردة ثانية؟

وقد أذهل هذا الإعلان جميع الموظفين على هذا الكوكب -حسب المجلة- أولا لأن الصين أثبتت للمرة الأولى تقدمها على الولايات المتحدة وروسيا في التكنولوجيا الإستراتيجية، وثانيا لأن صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت يمكن أن يفلت من "الدرع" المضاد للصواريخ الذي يحمي الولايات المتحدة منذ سنوات، خاصة أن نظام اعتراض الصواريخ الباليستية الأميركي هذا مركّب في ألاسكا، لسبب بسيط هو أن مسار مثل هذه الأسلحة العابرة للقارات يمرّ عبر القطب الشمالي، في حين أن الصاروخ الصيني الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يمكن أن يأخذ مسارا آخر عبر القطب الجنوبي، وذلك يجعل "الدرع" معطلا.

وإذا أضفنا على ذلك -يقول الكاتب- أن الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يمكن أن يحمل في نهايته رأسا نوويا حراريا أقوى بمئات المرات من القنبلة التي دمّرت هيروشيما، فإننا نتفهم حالة الذعر التي سادت البنتاغون.

أما الصدمة الثانية فكانت يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) توقعاتها بشأن الأسلحة الصينية في نهاية العقد، وقد جاء في تقريرها أن جيش التحرير الشعبي الصيني سيقوم بمضاعفة مخزونه من الرؤوس النووية 4 مرات، ليبلغ ألف رأس بحلول عام 2030، وذلك بعد أن كان الإصدار السابق من هذا التقرير يقدّر أن جيش التحرير الشعبي لديه نحو "200" رأس، ويمكن أن يضاعفها فقط.

ومن غير المعروف سبب هذا التغيير في التوقعات، لكنه -حسب المجلة- سيجبر الإستراتيجيين على مراجعة خططهم بالكامل، مع العلم أن الصين أكدت أنها لا ترمي في ما يتعلق بالمسائل النووية إلى أكثر من تحقيق الحد الأدنى الضروري لضمان الردع ثم الحفاظ عليه.

غير أن ذلك لم يعد هو الحال -كما يقول الخبراء- لأن بكين، بفضل صواريخها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ورؤوسها النووية الألف، ستكون لديها قريبا -على ما يبدو- القدرة على توجيه "الضربة الأولى" بحلول عام 2030، ومن المحتمل أن تكون قادرة على القضاء على الولايات المتحدة قبل أن تتمكن واشنطن من مجرد الرد.

صعود كبير على المسرح الدولي

وقال الجنرال جون هيتين -الرجل الثاني في الجيش الأميركي- إن "كل هذه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي يصنعونها، وكل هذه الرؤوس الحربية النووية ليست موجهة إلى مواطنيهم. هذا كله موجه لأميركا (…) علينا أن نفترض ذلك ولدينا خطة له".

ورغم كل ذلك فإن الولايات المتحدة -كما تقول المجلة- ليست قريبة من أن تتجاوزها الصين من حيث حجم التسلح، خاصة أنها، حسب اتفاقية البداية الجديدة الموقعة مع روسيا في عام 2010، تمتلك 3750 رأسا نوويا، منها 1750 رأسا حربيا، وهذا يعني أن لديها أكثر مما ستمتلكه الصين في عام 2030، إلا أن الصين، بفضل التكنولوجيا الأسرع من الصوت التي لم تتقنها أميركا بعد ستتمكن قريبا من فرض احترامها على واشنطن والقيام بجميع المغامرات العسكرية التي يحلم بها الحزب الشيوعي في منطقة نفوذها، بدءا بغزو تايوان، كما تقول المجلة.

ونبهت المجلة في نهاية تقريرها إلى أن مثل هذه القوة الضاربة الذرّية ستمنح الصين صعودا كبيرا على المسرح الدولي، بين دول آسيا أولا، بما في ذلك حلفاء واشنطن كاليابان وكوريا الجنوبية، ثم في أوروبا التي ستكون في نطاق الأسلحة النووية الصينية، وقد تصمد فرنسا وحدها أمام ذلك فترة ما، لأنها تمتلك صواريخ ذرية يمكنها الوصول إلى الصين.

المصدر : لوبس