مناورات روسية قرب حدود أوكرانيا.. كييف تدعو الناتو لفرض عقوبات اقتصادية على موسكو

وزير الخارجية الأوكراني (يسار) يشارك في اجتماع للناتو ويناقش التوتر مع روسيا (الأوروبية)

حثت أوكرانيا اليوم الأربعاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) على الاستعداد لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وتعزيز التعاون العسكري بين الحلف وكييف بعد مشاركة الأخيرة في اجتماع للناتو بدأ أمس الثلاثاء وينتهي اليوم ويناقش التحركات العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا، فيما بدأ الجيش الروسي مناوراته الشتوية الدورية في المنطقة العسكرية الجنوبية لبلاده، والتي تقع أجزاء منها على الحدود مع أوكرانيا.

وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا في تصريحات صحفية لدى وصوله للمشاركة في محادثات مع نظرائه في دول الناتو في ريغا عاصمة لاتفيا "سندعو الحلفاء للانضمام إلى أوكرانيا في وضع عقوبات اقتصادية على روسيا في حال قررت اختيار السيناريو الأسوأ"، وذلك في إشارة إلى اتهام كييف والحلف موسكو بالتحضير لغزو وشيك لأوكرانيا.

وصرح وزير الخارجية الدانماركي جيبي كوفود للصحفيين فور وصوله للمشاركة بالاجتماع الوزاري للناتو بأن أي عملية عسكرية تنتهك سيادة أوكرانيا ستقابل "بعواقب وخيمة"، مضيفا أن الدانمارك مستعدة للمشاركة في عقوبات "قاسية".

وكان حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وجها أمس تحذيرات شديدة اللهجة لروسيا بأنها ستدفع ثمنا باهظا عن أي عدوان عسكري جديد ضد أوكرانيا، وهو ما ردت عليه موسكو بتحذير الحلف من مغامرة عسكرية شرقي أوكرانيا.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أمس الثلاثاء -في اليوم الأول للاجتماع الوزاري- إن الحلف نشر قوات قتالية شرقي أوروبا لأول مرة بسبب التهديدات الروسية.

وأضاف ستولتنبرغ أن وجود الحلف في شرقي أوروبا وفي كل من بحر البلطيق والبحر الأسود غرضه دفاعي وليس لاستفزاز أحد.

مقترح بوتين

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بلاده ستضطر إلى التصرف إذا وضع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة صواريخ في أوكرانيا يمكن أن تضرب العاصمة موسكو في غضون دقائق.

واقترح بوتين اليوم الأربعاء على الغرب "البدء في مفاوضات جدية حول ضمانات لعدم توسع الناتو باتجاه حدود روسيا"، مشددا على أن الغرب مستمر في تجاهل هواجس روسيا في ما يتعلق بتهديد أمنها.

Russian President Vladimir Putin attends a meeting via a video link in Moscow
بوتين اتهم الغرب بالاستمرار في تجاهل هواجس روسيا في ما يتعلق بتهديد أمنها (رويترز)

وقال الكرملين (الرئاسة الروسية) إنه قلق من حشد أوكرانيا قواتها في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، مما يزيد احتمالات رغبة كييف بحل النزاع عسكريا، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن خفض التصعيد فيما ينتشر أكثر من 120 ألف جندي أوكراني في دونباس.

من جهتها، قالت أوكرانيا اليوم إنها ترغب في إجراء محادثات مباشرة مع موسكو من أجل إنهاء الحرب ضد المسلحين الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في إقليم دونباس قرب الحدود مع روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمام برلمان بلاده "يجب أن نقر بأننا لن نكون قادرين على وقف الحرب دون مفاوضات مباشرة مع روسيا". وتخوض كييف حربا منذ العام 2014 مع انفصاليين موالين لروسيا في الشرق الأوكراني.

وأمس الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي إن إرسال الجيش الأوكراني تعزيزات إضافية إلى دونباس انتهاك لاتفاقيات مينسك.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الناتو بالسعي إلى تحويل أوكرانيا لدولة معادية لبلاده.

مناورات حدودية

وفي ظل تصاعد التوتر وتبادل الاتهامات، قالت روسيا اليوم إنها بدأت مناورات عسكرية شتوية دورية في منطقتها العسكرية الجنوبية، والتي تقع أجزاء منها على الحدود مع أوكرانيا.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن 10 آلاف جندي انتقلوا إلى مواقع التدريب في جميع أنحاء المنطقة الشاسعة، والتي تقع أجزاء منها على الحدود مع دونباس، كما تجري المناورات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها في العام 2014.

وذكرت الوزارة أن وحدات المشاة الآلية ستشارك في المناورات التي ستقام في أكثر من 30 ساحة تدريب على الأقل في 6 مناطق.

من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيعقد اجتماعا مع نظيره الروسي لافروف على هامش قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم غدا الخميس.

وقال المسؤول إنه قبل الاجتماع مع لافروف سيعقد بلينكن اجتماعا منفصلا مع نظيره الأوكراني كوليبا على هامش القمة نفسها.

وكان بلينكن أعرب عن قلق واشنطن العميق من تحركات روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا، وأضاف أن أي عدوان جديد على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، وأكد أن بلاده تراقب عن كثب التحركات الروسية.

مباحثات هاتفية

وصرح وزير الخارجية الروسي اليوم الأربعاء بأنه ستجري محادثات هاتفية بين الرئيس بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان موضوعها الأزمة بين موسكو وكييف، وستناقش المحادثات عرض أنقرة التوسط لمعالجة التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا.

وفي عام 2014 تدهورت علاقة روسيا وحلف الناتو بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم التي كانت جزءا من أوكرانيا، ويتهم الحلف روسيا بأنها وراء اندلاع الصراع شرقي أوكرانيا في العام نفسه بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.

بالمقابل، تتهم روسيا الناتو بمحاولة تطويقها عسكريا بعد نشر الدرع الصاروخية الأميركية شرقي أوروبا في بولندا ورومانيا، وأيضا نشر الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في اليابان، وتوسيع البنية التحتية للحلف في دول البلطيق وبلغاريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات