وزير الدفاع الأميركي يأمر بإجراء مراجعة لضربة أودت بحياة عشرات الأطفال بمدينة الباغوز السورية

Children sit on the back of a truck near the village of Baghouz, Deir Al Zor province, in Syria March 7, 2019. Picture taken March 7, 2019. REUTERS/Rodi Said
العائلات كانت تفر من المعارك الدائرة في باغوز بين تنظيم الدولة وقوات التحالف في 2019 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر جنرالا كبيرا بإجراء مراجعة لضربة وقعت عام 2019 في سوريا تسببت في سقوط ضحايا مدنيين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحفيين إن الجنرال مايكل غاريت، قائد قيادة قوات الجيش الأميركي، سيكون أمامه 90 يوما لإنجاز المراجعة بشأن سقوط القتلى المدنيين.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) قد ذكرت هذا الشهر أن الضربة الأميركية في الباغوز بسوريا أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 64 طفلا وامرأة خلال المعارك ضد تنظيم الدولة.

Defense Secretary Lloyd Austin And Army Secretary Gen. Mark Milley Hold Briefing At Pentagon
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (الفرنسية)

دفاع

ودافعت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" (CENTCOM) منتصف الشهر الجاري عن الغارة الجوية التي نفذت في سوريا بتاريخ 18 مارس/آذار 2019 في منطقة الباغوز وقتل فيها مدنيون.

وأصدرت "سنتكوم" بيانا مفصلا بشأن الغارة، وأعلنت أن تحقيقا خلص إلى أنها "دفاع مشروع عن النفس"، وأن خطوات ملائمة اتخذت لاستبعاد فرضية وجود مدنيين.

وأضافت أن تحقيقا فتح بعدما رجح تقرير عسكري مقتل مدنيين في الغارة، وأن التحقيق خلص إلى مقتل 16 عنصرا من تنظيم الدولة، إضافة إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل.

وقال بيل أوربان المتحدث باسم "سنتكوم" "لقد أعددنا تقريرا داخليا بالغارة وأجرينا تحقيقا فيها وفق ما لدينا من أدلة، ونتحمل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح".

وأضاف أن التحقيق لم يتمكن من تحديد حالة أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع، وأن بعض النساء والأطفال -سواء بناء على العقيدة أو على خيارهم الشخصي- قرروا حمل السلاح في هذه المعركة، وبالتالي لا يمكن بتاتا تصنيفهم مدنيين.

تحقيق صحفي

ونشرت "نيويورك تايمز" نتائج تحقيق أجرته أظهر أن قوة أميركية خاصة عاملة في سوريا -كانت تخفي أحيانا وقائع عن شركائها العسكريين حفاظا على السرية- ألقت 3 قنابل على مجموعة مدنيين قرب معقل لتنظيم الدولة في بلدة الباغوز، مما أدى إلى مقتل العشرات، أغلبيتهم نساء وأطفال.

وبحسب تقرير الصحيفة، قال مسؤول قضائي أميركي إن الغارة قد ترقى إلى "جريمة حرب"، وإنه "تقريبا في كل خطوة اتخذ الجيش تدابير للتعتيم على هذه الغارة الكارثية".

وبالاستناد إلى وثائق سرية ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وعناصر كانوا منخرطين في هذه العملية مباشرة، وجدت "نيويورك تايمز" أن الضربة كانت "واحدة من أكبر" الهجمات التي "أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين في الحرب ضد تنظيم الدولة" رغم عدم اعتراف الجيش الأميركي بها علنا.

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد تم التقليل من أعداد القتلى وتأخير التقارير والتخفيف من حدتها وإضفاء طابع السرية عليها، وأقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تجريف موقع الغارة، ولم يتم إبلاغ القيادات العليا.

وأضاف التقرير أن نتائج التحقيق التي توصل إليها المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية حذفت منها أي إشارة إلى الغارة.

المصدر : الجزيرة + وكالات