واشنطن بوست: بعد ظهور أوميكرون.. العالم بحاجة إلى رادار عالمي للأمراض
أشادت واشنطن بوست (Washington Post) بما وصفته بالنقطة المضيئة التي لا يجب إغفالها في حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم بشأن متغير فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" (Omicron) عندما كُشف عنه وعن تسلسل الجينوم الخاص به في جنوب أفريقيا بسرعة، مما أدى بعد ذلك إلى تنبيه بقية العالم بأنه يحمل عددا كبيرا من الطفرات وقد يكون أكثر قابلية للانتقال وأكثر خبثا ومراوغة مناعية من المتغيرات السابقة.
ورأت واشنطن بوست أنه في مقابل هذا الأداء الرائع والسخي من جنوب أفريقيا، أغلقت الأبواب دونها بصوت مسموع.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء إن ما فعله العلماء في جنوب أفريقيا هو تقديم لمحة عن المستقبل الذي نحتاجه، ألا وهو نظام عالمي للإنذار المبكر باستخدام المراقبة الجينية، لرصد وتتبع التغيرات وانتشار مسببات الأمراض استنادا إلى تسلسل الجينوم الكامل الذي ينتج مخططا وراثيا مكونا من أصغر اللبنات الأساسية للحياة.
قد حان الوقت للبدء في الاستفادة من علم الجينوم وتبادل المعلومات لبناء رادار عالمي قوي وصلب للأمراض، وإلا سوف نحلق كالعميان في عاصفة خطيرة أخرى
وقالت الصحيفة إن مشاركة البيانات يمكن أن تتم بسرعة ويمكن استخدامها لتطوير العلاجات واللقاحات، وهذه المراقبة غير موجودة حتى الآن على نطاق عالمي، لكن جنوب أفريقيا وبريطانيا أظهرتا بشرى نجاحهما الكبير.
ولفتت إلى أهمية أن تكون شبكات المراقبة الجينية على مستوى العالم على أهبة الاستعداد في كل مكان وفي جميع الأوقات، وانتقدت الولايات المتحدة بأنها لا تزال خلف الركب عن الدول الأخرى، على الرغم من أنها تعمل على تحسين استخدامها للمراقبة الجينية لتتبع المتغيرات أثناء الوباء.
وأضافت أنه كثيرا ما عُرقلت الحاجة إلى التعاون العالمي في مجال الصحة العامة بسبب رفض الدول مشاركة العينات والبيانات والتمويل المقدم للمراقبة والمعلومات الوبائية والسريرية المتناثرة المنفصلة عن عمل الجينوم، مما يجعل من الصعب ربط الأمور ببعضها.
واختتمت واشنطن بوست افتتاحيتها بأن الوقت قد حان للبدء في الاستفادة من علم الجينوم وتبادل المعلومات لبناء رادار عالمي قوي وصلب للأمراض، وإلا سوف نحلق كالعميان في عاصفة خطيرة أخرى.