علّق طفلة إيزيدية على نافذة تحت شمس حارقة وتركها تموت عطشا.. السجن مدى الحياة لعراقي اتهم في ألمانيا بارتكاب إبادة

نحو 1200 إيزيدي قتل، واختطف وسبي أكثر من 6 آلاف آخرين خلال سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل عام 2014

Iraqi defendant covers his face as he arrives for his verdict in a courtroom in Frankfurt
الجميلي يغطي وجهه لدى وصوله إلى محكمة فرانكفورت للمثول أمام القاضي (رويترز)

قضت محكمة ألمانية، اليوم الثلاثاء، بالسجن مدى الحياة على عراقي من تنظيم الدولة الإسلامية بعد إدانته بتهمة جريمة إبادة جماعية في حق طفلة إيزيدية، في حكم هو الأول من نوعه في العالم.

واعتبر قضاة محكمة فرانكفورت أن طه الجميلي "مذنب بتهم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية أفضت إلى الوفاة"، وحكمت عليه بالسجن المؤبد وأمرته بدفع 50 ألف يورو (57 ألف دولار) لوالدة الفتاة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن القاضي كريستوف كولر قوله إن هذه أول إدانة على مستوى العالم بشأن دور شخص في الاضطهاد المنهجي من قبل تنظيم الدولة للأقلية الإيزيدية.

ويتوقع أن يكون هذا الحكم أساسيا في الاعتراف بالفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة في حق هذه الأقلية الناطقة بالكردية، والتي ترقى إلى مستوى "الإبادة" كما سبق ووصفها محققون من الأمم المتحدة. وتوقفت تلاوة الحكم بعيد النطق بالعقوبة إذ أغمي على المتهم.

وكان محامو المتهمين قد نفوا الادعاءات الموجهة ضد موكلهم.

                                                محامو المتهمين نفوا الادعاءات الموجهة ضد موكلهم (الأوروبية)

وأدين الجميلي الذي انضم إلى صفوف تنظيم الدولة عام 2013، بتهمة ترك طفلة إيزيدية في الخامسة من العمر تموت عطشا في صيف عام 2015 في الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب العراق بعدما اشتراها مع والدتها "كسبية" في موقع لتنظيم الدولة بسوريا في عام 2015 على ما أفادت جهة الادعاء. واعتقل الجميلي في اليونان وسلم إلى ألمانيا قبل عامين.

وفي إطار التهمة نفسها، حكم على زوجته السابقة جنيفير فينيش بالسجن 10 سنوات الشهر الماضي بعد إدانتها بتهمة ارتكاب "جريمة ضد الإنسانية أفضت إلى وفاة الطفلة".

وروت والدة الطفلة التي نجت من الأسر وهي الشاهدة الرئيسية أمام المحكمة، المأساة التي عانتها طفلتها وهي مقيدة بالسلاسل إلى قضبان على نافذة خارج المنزل وسط حرارة "تصل أحيانا إلى أكثر من 50 درجة مئوية" على ما ذكرت النيابة العامة. فبعد تعرضها باستمرار لسوء المعاملة مع إعطائها طعامًا غير كافٍ وضربها بانتظام لمعاقبتها، وفقًا لـ لائحة الاتهام، "عوقبت" الفتاة لأنها تبولت على سريرها، وتوفيت من العقاب.

ويمثل والدة الطفلة 3 محامين من بينهم المحامية اللبنانية البريطانية أمل كلوني، التي ترأست مع الإيزيدية نادية مراد الحائزة جائزة نوبل للسلام وإحدى سبايا التنظيم وتنتمي إلى البلدة نفسها مثل الضحية، حملة للاعتراف بهذه الجرائم على أنها إبادة.

وكان نحو 1200 إيزيدي قتل، واختطف وسبي أكثر من 6 آلاف آخرين خلال سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل عام 2014، ووصفت الأمم المتحدة هجوم التنظيم على الإيزيديين بأنه إبادة جماعية.

يشار إلى أن الإيزيديين مجموعة تعتنق ديانة باطنية، يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار، فيما تعيش مجموعات صغرى في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا.

المصدر : وكالات

إعلان