أزمة الوزير قرداحي.. بيروت تصف شروط الرياض بـ"المستحيلة" ودعم فرنسي وأميركي لحكومة ميقاتي

بوحبيب: الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد لحل الخلاف (رويترز)

قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن السعودية تملي ما وصفها بشروط مستحيلة من خلال مطالبتها الحكومة اللبنانية بالحد من دور حزب الله، في حين أكدت مصادر تلقي نجيب ميقاتي دعما فرنسيا وأميركيا لاستمرار حكومته.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز، أوضح بوحبيب أنه يعتقد أن الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد لحل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، لكنه أضاف أن المملكة لم تُجر أي اتصالات مع الحكومة اللبنانية التي تشكلت قبل أكثر من شهر.

وفي ذات السياق، قال وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى إن هناك معطيات جدية تفيد بأن الأزمة مع السعودية هي رد فعل تجاه ما وصفها بالتطورات في الإقليم، والتي لها تداعياتها الإستراتيجية الكبرى.

وأضاف مرتضى -في حديث صحفي أمس الثلاثاء- أنه لم يصدر عن الدولة اللبنانية أي موقف عدائي تجاه المملكة ودول الخليج، لافتا إلى أن "تعثر المفاوضات الإقليمية أوجد نظرية تشير إلى السعي لافتعال أزمة كبرى في لبنان، تمهيدا للتفاوض على أساسها، وللمقايضة بينها وبين أزمة في مكان آخر".

وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي رفض تقديم استقالته عقب الأزمة الدبلوماسية التي خلقتها تصريحاته -في برنامج تلفزيوني تبثه شبكة الجزيرة- بشأن دور السعودية والإمارات في حرب اليمن ودفاعه عن الحوثيين.

وقبل تعيينه وزيرا (في سبتمبر/أيلول الماضي)، قال قرداحي -بمقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/آب الماضي وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- إن حرب اليمن "حرب عبثية" وإن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

وعود غربية

من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصادر مطلعة على تطورات الأزمة اللبنانية السعودية أن رئيس الحكومة ميقاتي تلقى دعما فرنسيا وأميركيا خلال لقاءاته أمس على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، شمالي بريطانيا.

ووفق المصادر، فإن المسؤولين الغربيين شددوا لميقاتي على ضرورة استمراره في مهامه برئاسة الحكومة، وعدم تقديم استقالته. كما تلقى رئيس الحكومة اللبنانية وعودا من المسؤولين الغربيين بأن يسهموا في إيجاد مخارج للأزمة التي تشهدها العلاقات اللبنانية الخليجية.

والتقى ميقاتي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش مؤتمر المناخ، وقد عرض المسؤول اللبناني خلال اللقاء مقاربة حكومته لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، مطالبا بلينكن بدعم الولايات المتحدة لإطلاق خطة التعافي الاقتصادي، وبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي.

ووصف وزير الخارجية الأميركي لقاءه مع ميقاتي بالمثمر، مضيفا -في تغريدة على تويتر- أنهما بحثا الحاجة الملحة لتطبيق الإصلاحات اللازمة لمعالجة أزمة لبنان الاقتصادية، وكذلك تنظيم انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات