ليبيا.. قبول طعن قضائي ضد ترشح الدبيبة للانتخابات الرئاسية

أطراف سياسية ترى أن هناك محاولات متعمدة لإقصاء الدبيبة من الانتخابات الرئاسية (الأوروبية-أرشيف)

قالت وسائل إعلام ليبية إن محكمة استئناف طرابلس قبلت، اليوم الأحد، طعنا تقدم به عدد من الشخصيات السياسية ضد ترشح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها اطلعت على نص قرار للمحكمة يظهر قبول الطعن ضد الدبيبة دون أن تتمكن من تأكيد صحته.

وقال مصدر مقرب من فتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة، في تصريح للوكالة نفسها إن الطعن الذي قبلته المحكمة "يستند إلى أن الدبيبة لم يقدم ما يفيد بتوقفه عن العمل قبل 3 أشهر من تاريخ الانتخابات، إلى جانب امتلاكه جنسية أجنبية إلى جانب الليبية، وهو ما يخالف شروط الترشح وفقا لقانون الانتخابات"، وفق قول المصدر.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن محكمة استئناف طرابلس تلقت طعنين ضد ترشح الدبيبة.

وقد تقدم الدبيبة بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل إلى جانب عدد من الشخصيات، أبرزها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وكذلك سيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي، لكن تم استبعاد الأخير من قائمة المرشحين، ثم تقدم بطعن قضائي ضد قرار استبعاده.

المادة 12

وبموجب المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية -الذي لقي اعتراضات واسعة من أطراف سياسية- فإنه يشترط على أي عسكري أو مدني يترشح لمنصب الرئيس "التوقف عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بـ3 أشهر" وفي حال عدم انتخابه يعود لسابق عمله.

ورفض عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المقرب من خليفة حفتر، وكلاهما مرشح للانتخابات الرئاسية، تعديل أو إلغاء المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية، وهو ما فسرته أطراف سياسية بأنه محاولة لإقصاء شخصيات بعينها من بينها الدبيبة.

وفي وقت سابق من اليوم، عقدت جلسة للنظر في الطعن المقدم من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد استبعاد ترشيحه للرئاسيات.

والأربعاء الماضي، أعلنت مفوضية الانتخابات الليبية "قائمة أولية" تضم 73 مرشحا للانتخابات الرئاسية، إضافة إلى قائمة أخرى تضم 25 مستبعدا، منهم سيف الإسلام القذافي.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني ليبي اليوم الأحد قوله إن الطعن قدمه خالد الزايدي محامي القذافي إلى محكمة استئناف سبها (جنوب).

وأشار المصدر -مفضلا عدم ذكر اسمه- إلى أن المحكمة تؤمنها كتيبة طارق بن زياد التابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

والجمعة الماضي، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هجوما استهدف محكمة سبها الخميس الماضي، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة لقوات حفتر المحكمة خلال محاولة محامي سيف الإسلام القذافي تقديم الطعن على استبعاد موكله.

ويأمل الليبيون أن تسهم الانتخابات المقبلة في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب قاتلت قوات حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دوليا.

إنجاح الاستحقاقات

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي اليوم الأحد إن المجلس يعمل جاهدًا من أجل إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؛ الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن، عبر تحقیق كل الضمانات اللازمة حتى تكون حرّة ونزیھة، وتعبّر نتائجها عن إرادة الشعب.

وجاءت تصريحات المنفي خلال لقائه اليوم في طرابلس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المستقيل يان كوبيش، حسب بيان للمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

ووفق البيان، بحث الطرفان آخر المستجدات السياسية في ليبيا، لا سيما الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وأضاف البيان أن كوبيش جدد دعم الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يتطلع لهذا الاستحقاق المهم، الذي سيعبر بالليبيين إلى مرحلة الاستقرار والسلام.

المصدر : الجزيرة + وكالات