مقال بنيويورك تايمز: دليل رونالد ريغان لمستقبل بايدن السياسي
انتقد مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الرئيس جو بايدن، وذهب إلى أن أداءه بوصفه رئيسا طموحا للولايات المتحدة يتراجع مع اقتراب عامه الأول من نهايته، وجدول أعماله التشريعي يتعثر في ظل كونغرس منقسم، وأن الناخبين غاضبون من التضخم والمخاوف الاقتصادية الأخرى، بينما هو يصارع من أجل إيجاد موطئ قدم له على المسرح العالمي.
وأشار الكاتب جمال بوي إلى ما يقوله الحلفاء والنقاد الذي يرون أن الرئيس وحزبه ارتكبا زلة كبيرة بخطئهما في فهم هزيمتهما الناجحة لرئيس منتهية ولايته من أجل تفويض حاسم لصالح برنامجهما، وبالتالي كانت النتيجة معدل تأييد ضعيف وجمهور محبط وحزب معارض في مهب الريح. وعلق بأنه إذا أجريت انتخابات الكونغرس اليوم فلا شك ان الرئيس سيخسر بسبب رد الفعل العنيف المتزايد ضد إدارته.
وشبه بوي الرئيس بايدن في 2021 بالرئيس رونالد ريغان في 1981، الذي وُصف بهذه الأوصاف بالضبط في نهاية عامه الأول من منصبه، عندما كتب المحرر هيدريك سميث بمجلة "نيويورك تايمز" في يناير/كانون الثاني 1982 "بينما يتجه الرئيس إلى عامه الثاني، ذهب كثير من السحر ومرت سياسات التفاؤل بأوقات صعبة، وضرب الركود بقوة غير متوقعة تماما في المد المرتفع المبتهج لريغانية الصيف الماضي. واستمر صداع ريغان الحالي يجسد دورة حياة الرئاسة الأميركية الحديثة المتمثلة في بدايات ساخنة ثم ركود بالسنة الثانية، مع بعض الانتعاش في السنة الثالثة أو إنجاز مذهل".
ويرى الكاتب أن تحليل رئاسة ريغان سنة 1981 يمكن مع القليل من التعديلات نشره كتقييم لحالة بايدن سنة 2021. ليس لأن الرجلين أو السنتين متشابهتين، ولكن لأن -كما يلمح سميث- هناك تناغما في الرئاسة، أو بعبارة مباشرة فإن الوضع الهيكلي للمنصب يجعل من الصعب أن تكون شعبيا وطموحا. ومع استثناءات نادرة ملحوظة يكون الرئيس إما بهذه الصفة أو تلك.
بايدن أقل شعبية بكثير الآن مما كان عليه في بداية العام، وربما -كما يقول بعض المراقبين- هو وحزبه يقظان أكثر من اللازم وأكثر ليبرالية من اللازم ومنفصلان عن تجارب الأميركيين العاديين أكثر من اللازم
وأفاض الكاتب في ذكر أوجه الشبه بين الرئيسين، مشيرا إلى أن الرأي العام يعمل مثل مؤشر الحرارة، حيث يحاول الناخبون تعديل حرارة السياسة عندما تحيد بعيدا في أي من الاتجاهين، وخلص إلى أنه كلما كان الرئيس أكثر طموحا -أو يبدو أنه كذلك- زادت قوة رد فعل المؤشر ضده.
ووصف بايدن بأنه أقل شعبية بكثير الآن مما كان عليه في بداية العام، وربما -كما يقول بعض المراقبين- هو وحزبه يقظان أكثر من اللازم وأكثر ليبرالية من اللازم ومنفصلان عن تجارب الأميركيين العاديين أكثر من اللازم.
واختتم مقاله بأنه من الصعب أن تتصرف كرئيس طموح دون تكبد أي جزاء، حتى لو كانت سياساتك شائعة مثل بايدن. ومن الصعب أيضا كرئيس أن تكون شعبيا؛ فلقد اصطدم كل شخص شغل منصب الرئيس بمرحلة صعبة وكافح لاستعادة توازنه.
ورأى أنه بالرغم من هبوط مستوى بايدن الآن، إذا كان النمط المعتاد هو أي مؤشر، فسوف يتعافى. وبنفس الطريقة التي كان فيه الهبوط خارج عن إرادته، فعلينا أن نتذكر أن الصعود كان كذلك.