إثيوبيا.. آبي أحمد يتعهد بـ"القتال حتى النصر" ودعوات أوروبية أميركية لوقف الحرب في تيغراي

FILE PHOTO: A tank damaged during the fighting between Ethiopia?s National Defense Force (ENDF) and Tigray Special Force stands on the outskirts of Humera town in Ethiopia July 1, 2021 Picture taken July 1, 2021. REUTERS/Stringer/File Photo
المعارك مستعرة بين القوات الحكومية وقوات تيغراي وأورومو للسيطرة على مدن إستراتيجية (رويترز)

تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالقتال لتحقيق النصر في الحرب المستمرة منذ عام شمال البلاد، بعد أن كشف مقاتلو تيغراي أنهم استولوا على مدينة إستراتيجية أخرى، وأنهم يفكرون في الزحف على أديس أبابا، وسط قلق أميركي وأوروبي.

وتحدث سكان في كومبولشا -شمالي إثيوبيا- عن احتدام المعارك في محيط المدينة الإستراتيجية بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي التي أعلنت -أول أمس الأحد- السيطرة عليها غداة إعلانها انتزاع مدينة ديسي.

وقال رئيس الوزراء أمام المسؤولين الحكوميين -في تصريحات نقلها التلفزيون مساء أمس الاثنين- "سوف نصدّهم بكل قوتنا".

وتُعد هاتان المدينتان -المجاورتان لأمهرة جنوب تيغراي- إستراتيجيتين وتقعان على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأضاف أحمد "التحديات كثيرة (…)، لكن يمكنني أن أقول لكم بالتأكيد (…) إننا سنحقق انتصارا شاملا".

وحض أحمد الإثيوبيين -في رسالة نشرها على فيسبوك- على استخدام "أي سلاح ممكن (…) لصدّ جبهة تحرير شعب تيغراي وإسقاطها ودفنها"، وشدّد على أن "الموت من أجل إثيوبيا هو واجب علينا جميعا".

وأمس الاثنين، اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي مجموعات أجنبية بالمشاركة في القتال مع مسلحي جبهة تيغراي، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإثيوبية.

وقال -أثناء إحاطة قدمها لكبار المسؤولين الحكوميين حول الأوضاع الجارية- إن عناصر من أصحاب البشرة البيضاء انضموا إلى مسلحي جبهة تيغراي في القتال ضد القوات الحكومية، معتبرا أن ذلك يؤكد مشاركة عناصر أجنبية في المعارك، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وقف القتال

في السياق، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال "ورفع الحصار عن المساعدات الإنسانية والامتناع عن كل خطاب يحض على الكراهية".

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد -على تويتر مساء أمس- "يجب على جميع الأطراف أن يبدؤوا مفاوضات وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة".

وأمس أعرب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن "قلقه" من التطورات الحاصلة في إثيوبيا، ودعا على تويتر إلى وقف القتال و"بدء مفاوضات وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة".

وأضاف أن "استمرار القتال يطيل أمد الأزمة الإنسانية الأليمة في شمال إثيوبيا. يجب على جميع الأطراف وقف العمليات العسكرية والبدء في مفاوضات وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة".

إعدامات

واتهمت السلطات الإثيوبية جبهة تيغراي بـ "إعدام أكثر من 100 يافع من سكّان كومبولشا"، من دون تقديم تفاصيل إضافية. ولم تردّ جبهة تحرير شعب تيغراي على محاولات وكالة الصحافة الفرنسية للتواصل معها.

وقال مكتب خدمات الاتصال الحكومي -في تغريدة على تويتر- إن "جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية أعدمت أكثر من 100 شاب من سكان كومبولشا في مناطق تسللت إليها".

وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن مثل هذه الأعمال الوحشية.

وأدى انتشار القتال في عفر وأمهرة إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، ما زاد من المحنة الإنسانية. وقدرت سلطات أمهرة أن ما لا يقل عن 233 ألف مدني فروا من تقدم المسلحين حتى سبتمبر/أيلول الماضي ووجدوا ملجأ في ديسي وكومبولشا.

وأصدرت حكومة أمهرة -حيث تقع كومبولشا وديسي- مرسوما أول أمس الأحد يأمر جميع المؤسسات بتعليق الخدمات المنتظمة وتخصيص ميزانياتها وطاقتها لـ"حملة البقاء".

تحالف

وأول أمس، أعلن جيش تحرير أورومو (وهو مجموعة مسلحة من إثنية أورومو تحالفت معها جبهة تحرير شعب تيغراي في أغسطس/آب الماضي) أن مقاتليها دخلوا بلدتي كيميس وسينبيت الواقعتين جنوب كومبولشا.

وقال متحدث باسم قوات إقليم تيغراي إنها انضمت إلى قوات من إقليم أورومو تقاتل أيضا الحكومة المركزية، مضيفا أنهم يدرسون الزحف إلى العاصمة.

وأضاف غيتاتشو رضا -لرويترز- "انضممنا إلى جيش تحرير أورومو/جبهة تحرير أورومو، وإذا كان تحقيق أهدافنا في تيغراي سيتطلب أن نزحف إلى أديس أبابا، فسنفعل ذلك، لكننا لا نقول إننا نزحف الآن إلى أديس أبابا".

وتأتي التطورات في إثيوبيا بعد نحو عام من اندلاع اشتباكات في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.

وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلنت إثيوبيا انتهاء عملية "إنفاذ للقانون "بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قُتل آلاف المدنيين.

وتسبب الصراع بتشريد مئات الآلاف، وفرار أكثر من 60 ألفا إلى السودان، وفق مراقبين، فيما تقول الخرطوم إن عددهم وصل إلى 71 ألفا و488 شخصا.

المصدر : وكالات