بعد إنقاذها لاجئين من الغرق.. "بطلة" سباحة سورية تحت سيف القضاء اليوناني

السباحتان السوريتان يسرا مارديني (يمين) وشقيقتها سارة مارديني تستعرضان جائزتهما في حفل لتوزيع الجوائز الإعلامية في برلين 2016 (الأوروبية)

تبدأ اليوم الأربعاء في جزيرة ليسبوس اليونانية محاكمة لاجئة سورية و23 متطوّعًا شاركوا في عمليات إنقاذ مهاجرين أثناء أزمة الهجرة عام 2015، بتهمة المساعدة على "الهجرة غير القانونية".

ووصف البرلمان الأوروبي في تقرير صدر في يونيو/حزيران 2021 هذه القضية التي تثير قلق منظمات عدة مدافعة عن المهاجرين، بأنها "الأهمّ حاليًا لتجريم التضامن في أوروبا".

ومن بين المدعى عليهم الـ24 شابة تُدعى سارة مارديني، لاجئة سورية تعيش حاليًا في ألمانيا، معروفة بإنقاذها مهاجرين من بحر إيجة مع شقيقتها السباحة الأولمبية وشاب إيرلندي يُدعى شون بايندر.

وأوقف بايندر ومارديني ووُضعا في الحبس الاحتياطي لنحو 100 يوم عام 2018 وكانا يبلغان آنذاك 23 و25 عامًا، قبل أن يتمّ الإفراج عنهما بكفالة ويغادرا فورًا اليونان. وقال محاميهما هاريس بيتسيكوس إنهما يواجهان عقوبة السجن 5 سنوات.

وكانا عضوين في منظمة "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ" (إيمرجنسي ريسبونس سنتر إنترناشونال) التي كانت تنشط في بحر إيجة حتى 2018. وتمّت ملاحقتهما مع المتطوّعين الآخرين بتهمة "المشاركة في منظمة إجرامية" للمساعدة على "الهجرة غير القانونية".

وبحسب القرار الاتهامي، فإن أعضاء هذه المنظمة كانوا يقدّمون "مساعدة مباشرة لشبكات تنظّم تهريب مهاجرين" بين 2016 و2018، عبر الاستعلام مسبقًا عن وصولهم إلى الجزر وتنظيم استقبالهم دون إبلاغ السلطات.

إعلان

وبعضهم ملاحق أيضًا بتهمة "التجسس" لتنصّتهم على أجهزة اللاسلكي التابعة لخفر السواحل اليوناني ووكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، بحسب ما جاء في بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

لكنّ المحامي بيتسيكوس أوضح أن تهمتَي "المشاركة في منظمة إجرامية" و"انتهاك أسرار الدولة" اللتين تعرضهم لعقوبة السجن المؤبّد، "لا تزالان موضع تحقيق"، مشيرًا إلى أنه "قد تكون هناك محاكمة منفصلة" بسبب هاتين التهمتين.

وأشارت منظمة رايتس ووتش إلى أن سارة مارديني لن تكون موجودة يوم الخميس في جزيرة ليسبوس، إذ إن السلطات اليونانية رفضت رفع منع دخولها إلى البلاد.

وقالت الشابة السورية في مقطع فيديو نشرته منظمة العفو الدولية "على الأقلّ لم نعد قيد الاعتقال" لكننا "نريد أن ينتهي ذلك. نحن مرهقون جدا" بعد هذه السنوات الثلاث "القاتمة".

وأضافت مارديني خلال وصفها عملية توقيفها عام 2018، "اعتقدت أنني في لعبة شطرنج ونحن كنا فيها بيادق وكانوا يلعبون بنا".

في المقابل، سيكون شون بايندر موجودًا في ليسبوس، وتحدث في فيديو لمنظمة أمنستي عن توقيفه، موضحا إلى أي مدى كان "فظيعًا" أن يكون مسجونًا "فقط لمحاولة مساعدة الناس".

المصدر : الفرنسية

إعلان