لوباريزيان: هل ينبغي أن يشعر العالم بالقلق من الانتشار العسكري الروسي على حدود أوكرانيا؟

Ukrainian borderguards line up at the border with Belarus in Volyn region
جنود أوكرانيون على حدود بلدهم مع بيلاروسيا (رويترز)

قالت صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية إن هناك استنفارا على كل الجبهات، وإنه في الوقت الذي يزداد فيه تأجيج أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا تنشر روسيا عشرات الآلاف من العسكريين بالقرب من أوكرانيا، مما يثير قلقا غربيا متزايدا من غزو روسي مرتقب لها.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أوبين لارات- أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا أعربا عن أسفهما يوم السبت الماضي بشأن "نشاط عسكري روسي مقلق" على الحدود الروسية الأوكرانية، كما قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها تراقب "هذه الأنشطة العسكرية بقلق".

وفي الوقت نفسه، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ من أن "أي استفزاز أو عمل عدواني من جانب روسيا سيكون مقلقا للغاية".

وأكد ستولتنبرغ وجود تحركات "مهمة وغير عادية"، وأضاف "قلقنا هو من أن ترتكب روسيا خطأ فادحا بمحاولة تكرار ما فعلته في عام 2014".

ومع ذلك، رأت الصحيفة أنه من الصعب معرفة طبيعة الانتشار العسكري على الحدود الأوكرانية، إذ يقول برونو تيرتريه نائب مدير مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية "إن الانتشار العسكري لافت للنظر ولكنه ليس الأول، فقد شهدنا منذ عام 2014 عدة عمليات انتشار عسكري على الحدود الأوكرانية".

 

100 ألف جندي على الحدود

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث يوم السبت الماضي عن وجود ما يقارب 100 ألف جندي بالقرب من الحدود، وقال في شريط مصور "يمكن للعالم كله الآن أن يرى بوضوح من يريد السلام حقا ومن يضع قرابة 100 ألف جندي على حدودنا"، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري دبابات روسية وعربات مصفحة أخرى بالقرب من الحدود.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأسبوع الماضي إن "روسيا لا تشكل أي تهديد لأي شخص، فنحن نهتم بشؤوننا ونتخذ إجراءات لضمان أمننا إذا لزم الأمر، خاصة إذا كانت هناك أعمال استفزازية لخصومنا بالقرب من حدودنا".

غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تساءل "ما الذي تعده روسيا؟ لا نعرف بوضوح نوايا موسكو، لكننا نعرف خطتها القتالية"، مشيرا إلى أن موسكو تخطط لغزو شرق أوكرانيا.

وترى كارول غريمو بوتر أستاذة الجغرافيا السياسية الروسية بجامعة مونبلييه أن من المهم وضع العملية العسكرية في أوكرانيا في سياقها الصحيح، خاصة أن الناتو يقوم بتدريبات في البحر الأسود، والسفن الروسية تمر بها بانتظام بالقرب من السفن الأميركية، مما يخلق شعورا بالتوتر داخل هيئة الأركان العامة الروسية"، وقد ازداد التوتر حدة بمشاركة أوكرانيا في مهمات الناتو التي ترغب في الانضمام إليه.

وضع حرج في بيلاروسيا

وبالإضافة إلى عناصر الخلفية المذكورة ترى الصحيفة أن ما يحدث في بيلاروسيا هو جزء لا يتجزأ من الصورة، حيث يقوم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المستهدف بعقوبات أوروبية والمدعوم من قبل موسكو بخلق أزمة هجرة إلى الاتحاد الأوروبي عبر حدود بولندا حيث يدفع بالمهاجرين إلى حدود الاتحاد من أجل الضغط على دوله وخلق مزيد من التوتر، فهل هناك صلة بين الأزمة هناك والوجود الروسي في أوكرانيا؟

ربما لا تكون هناك علاقة مباشرة بين الأزمتين، و"لكنهما تتداخلان -حسب كارول غريمو بوتر- بحيث يمكن لروسيا أن تستغل الوضع في بيلاروسيا لصالحها، وسيكون ذلك خطيرا على الجانب الأوكراني، خاصة إذا كانت خطة لوكاشينكو هي إشعال البارود.

المصدر : لوباريزيان

إعلان