دون تلبية مطالب الدول الفقيرة.. مؤتمر المناخ يتبنى "ميثاق غلاسكو" لتسريع مكافحة الاحتباس الحراري

U.S. climate envoy John Kerry and COP26 President Alok Sharma speak to delegates during the UN Climate Change Conference (COP26) in Glasgow, Scotland, Britain November 13, 2021. REUTERS/Phil Noble
الدول الغنية لم تستجب لمطالب الدول الفقيرة وبينها إنشاء آلية للدعم (رويترز)

تبنى مؤتمر "كوب 26" (COP26) للمناخ، السبت، "ميثاق غلاسكو" الهادف إلى تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري، ولكن من دون أن يؤكد إبقاءه ضمن سقف 1.5 درجة مئوية ولا تلبية طلبات المساعدة من الدول الفقيرة.

وجاء التبني النهائي للنص بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة وتحذير وجهته الرئاسة البريطانية للمؤتمر العالمي حول المناخ، وإثر تعديلات في اللحظات الأخيرة أدخلتها الصين والهند حول قضية مصادر الطاقة الأحفورية.

وقال تشي جين هوا رئيس الوفد الصيني المشارك في قمة المناخ، السبت، إنه تم التوصل إلى اتفاق نهائي في المؤتمر المنعقد في غلاسكو ببريطانيا.

وأضاف تشي لمراسل رويترز "توصلنا لاتفاق"، مشيرا بإبهامه لأعلى تعبيرا عن النجاح في إنجاز الاتفاق.

ونشبت خلافات بين القوى الكبرى في اليوم الختامي لقمة المناخ في غلاسكو جعلت التوصل إلى اتفاق أمرا صعبا في المفاوضات الجارية بين هذه الدول.

وكانت مسودة البيان الختامي للمؤتمر قد دعت إلى وضع أهداف أكثر طموحا للحد من الانبعاثات الكربونية، كما دعت الدول الغنية إلى مضاعفة تمويل التكيف المناخي بحلول عام 2025.

وحاولت الرئاسة البريطانية للمؤتمر الدفاع عن مشروع البيان الذي طرحته، معتبرةً أنه "يجعل الأمور تتقدم"، في وقت كانت نقاط عدة مثيرة للجدل ولاسيما بشأن مساعدة الدول الفقيرة تهدد بإفشال التوصل إلى اتفاق يهدف إلى خفض الاحتباس الحراري.

مطالب

وكانت الدول النامية طلبت إنشاء آلية محددة تأخذ في الاعتبار "الخسائر والأضرار"، أي الآثار المدمرة للعواصف والجفاف وموجات الحر المتزايدة.

وبحسب مراقبين عدة ومصادر مقربة من المفاوضات، فإن الدول الغنية ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عارضت هذا الاقتراح.

وأكد نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس السبت أن "الاتحاد الأوروبي مستعدّ للمساعدة في إقامة جسور"، مشيرا إلى أن الأوروبيين زادوا "بدرجة كبيرة" مساهمتهم المالية.

وبعد أسبوعين من المباحثات بشأن عدد كبير من القضايا المهمة المتعلقة بالتزامات الأطراف المشاركة في قمة غلاسكو بقي أهم محاور الخلاف هو المبالغ المخصصة لمساعدة الدول الأكثر فقرا -وهي الأقل تسببا في التغيرات المناخية والأكثر معاناة من تأثيراتها- على خفض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون، والاستعداد لمواجهة العواصف وموجات الحر والجفاف.

وكانت الدول الغنية أو دول الشمال قد وعدت في 2009 بزيادة مساعداتها المناخية لدول الجنوب لتصل إلى 100 مليار سنويا اعتبارا من العام الماضي 2020.

انتقادات

وأعلنت إيران السبت أنها غير راضية عن أسلوب الصياغة في مشروع اتفاق قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ بشأن التوقف المرحلي عن دعم الوقود الأحفوري، وعبرت عن تأييدها للهند التي انتقدت أيضا الدول الغنية بشأن هذا الالتزام.

وقال الوفد الإيراني في قمة تغير المناخ في غلاسكو "نحن غير راضين عن الفقرة 36 الخاصة بالتوقف المرحلي عن دعم الوقود الأحفوري. نحن نؤيد الوفد الهندي فيما يتعلق بالوقود الأحفوري".

وانتقد وزير البيئة والمناخ الهندي بوبيندر ياداف مشروع اتفاق قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ قائلا إنه لا يتفق مع الأسلوب الذي تم به تناول قضية دعم الوقود الأحفوري وإن المشروع ينقصه التوازن.

وفي واحد من أشد الانتقادات لمشروع اتفاق "كوب 26" قال ياداف إن الدول النامية لها الحق في استخدام المتبقي مما يسمى "ميزانية الكربون" العالمية أو كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن يطلقها العالم قبل أن يتجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض حاجز الـ1.5 درجة مئوية.

وما يزال العالم يسير بحسب الأمم المتحدة، على مسار "كارثي" نحو ارتفاع الحرارة بـ2.7 درجة مئوية، ويحافظ النصّ الجديد على التقدم المحرز خلال هذا المؤتمر في ما يخصّ خفض الانبعاثات واستخدام الوقود الأحفوري اللذين يعدان المصدرين الرئيسيين لغازات الدفيئة.

وكان الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف، الخميس، الإعلان الأميركي الصيني بتعزيز التعاون في مجال المناخ، بأنه "خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لكنها بعيدة عن أن تكون كافية".

مظاهرات

وسبق أن تظاهر عدد من النشطاء في مدينة غلاسكو احتجاجا على عدم توصل المشاركين في مؤتمر المناخ إلى اتفاق بشأن خفض انبعاثات الكربون وما وصفوه بالبطء في حسم القضايا الخلافية.

وارتدى المتظاهرون أكفانا سوداء وأخرى حمراء تحمل وسم لفشل "كوب 26″، إشارة لمؤتمر المناخ بغلاسكو الأسكتلندية.

وقال النشطاء المحتجون إنهم يعتبرون القمة الجارية بغلاسكو فاشلة كمثيلاتها السابقات، حيث لم ينجح السياسيون في التوصل إلى قرارات تحمي البيئة وفي مقدمتها خفض انبعاثات الكربون في العالم، كما فشلوا في أخذ تحذيرات علماء البيئة من خطورة تلك الانبعاثات على الحياة بكوكب الأرض على محمل الجد.

المصدر : الجزيرة + وكالات