هجمات بالمقدادية وقرب المنطقة الخضراء.. مقتدى الصدر يدعو إلى تشكيل حكومة وطنية لتحقيق الإصلاح بالعراق

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (رويترز)

دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الذي حصل تحالفه السياسي على أكبر عدد من مقاعد البرلمان العراقي، الأحد، إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، لتحقيق الإصلاح في البلاد، بالتزامن مع وقوع هجمات في المقدادية والمنطقة الخضراء.

وشدد الصدر على ضرورة أن يكون في البرلمان "جهتان، أولى موالاة وهي التي تشكل الحكومة وتأخذ على عاتقها الإصلاحات بمستوياتها كافة".

وأما الجهة الثانية وفقا للصدر فهي "معارضة، ويكون توافقهم استشارة ملزمة للأولى من دون تهميش، على أن يكون ذلك ضمن أسس الديمقراطية".

ومنذ عام 2005، شهد العراق تشكيل 7 حكومات، اعتمد فيها نظام الشراكة بين المكونات الرئيسة الثلاث (السُنة والشيعة والأكراد).

وجرت انتخابات برلمانية بالعراق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ووفق نتائجها الأولية جاءت "الكتلة الصدرية" التابعة لمقتدى الصدر في صدارة الفائزين بـ 73 مقعدا من أصل 329، في حين حصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سُني) على 38 مقعدا.

وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بـ34 مقعدا، بينما يعد تحالف "الفتح" -وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة- أبرز الخاسرين في تلك الانتخابات بحصوله على 16 مقعدا، بعد أن حل ثانيا برصيد 48 مقعدا في انتخابات 2018.

وعقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات، تلقت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" ورئيستها جانين هينيس-بلاسخارت، انتقادات واسعة وتهديدات من قبل أطراف وأحزاب منيت بهزائم غير متوقعة، وذلك عبر احتجاجات نظمتها بالبلاد، ومن خلال حملات لناشطين يتبعون لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

احتجاجات

وينظم معترضون على النتائج منذ نحو أسبوعين اعتصاماً على أحد مداخل المنطقة الخضراء، مطالبين بإعادة فرز صناديق الاقتراع من جديد، بينما تقوم المفوضية العليا للانتخابات العراقية بإعادة فرز بعض المحطات بناء على طعون قدمت لها.

وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد بأن مظاهرة خرجت في العاصمة العراقية لأنصار الأحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات البرلمانية أمام أحد مداخل المنطقة الخضراء.

وحمل المتظاهرون لافتات رافضة لـ"تزوير نتائج الانتخابات"، وطالبوا بتصحيحها، كما هددوا بالتصعيد إن لم يتم العمل على إعادة العد والفرز يدويا لجميع الصناديق.

وقد كثفت قوات الأمن العراقي من انتشارها قرب المظاهرة وعند بوابة المنطقة الخضراء القريبة من وزارتي الدفاع والتخطيط.

هجمات

وتزامنت هذه التطورات مع فرض قوات الأمن العراقية، الأحد، حظر تجول ليلي، في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى (شرق) سعيا لاحتواء التصعيد الطائفي، وفق مصدر أمني.

ونقلت وكالة الأناضول عن ضابط في شرطة ديالى قوله إن "قوات الأمن فرضت حظرا ليليا للتجول في قضاء المقدادية الذي يضم خليطا من السُنة والشيعة".

وأضاف المصدر ذاته، أن ذلك جاء "في مسعى لاحتواء التصعيد الطائفي على خلفية مقتل 23 مدنيا من السُنة والشيعة في هجومين الثلاثاء والأربعاء الماضيين".

وتعرضت قرى قضاء المقدادية التي تضم قبائل سُنية، بشكل متكرر أيام الخميس والجمعة والسبت، إلى قصف بقذائف الهاون من جهات غير معروفة.

كما سقطت 3 صواريخ من نوع كاتيوشا فجر الأحد قرب المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية، وفق ما ذكر مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهذا الهجوم الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو 4 أشهر قرب المنطقة الخضراء.

وتكررت في الأشهر الأخيرة الهجمات من هذا النوع التي تستهدف خصوصا القوات والمصالح الأميركية في العراق ولا تتبناها أي جهة، لكن تنسبها واشنطن عادة إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق.

المصدر : وكالات