وزير الخارجية التركي ينتقد تصريحات ماكرون ضد تركيا والجزائر ويقول إنها "غير مجدية"

أوغلو قال إن تصريحات ماكرون أتت في سياق أجواء انتخابية بدأت تخيّم على فرنسا (الأوروبية)

وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد بلاده والجزائر بأنها "غير مجدية"، وقال إن التاريخ التركي خال من الاستعمار.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الخميس، عقده مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، بمدينة لفيف الأوكرانية.

وأشار أوغلو إلى أن فرنسا تحاول في الأيام الأخيرة أن تراجع تاريخها الاستعماري، وأن أنقرة عبّرت في وقت سابق عن ترحيبها بذلك.

وذكر أن تفسيرات خاطئة وتحريفات للقضايا التاريخية انتشرت في المدة الأخيرة، وبدأت تزداد علامات الاستفهام على مدى صدق فرنسا في هذا الصدد.

وقال أوغلو "من الخطأ إقحام تركيا في هذه النقاشات، فتاريخها خال من أي وصمة عار مثل الاستعمار"، ولفت إلى أن الجزائر أظهرت بالفعل الرد اللازم على تصريحات الرئيس الفرنسي.

وأكد أن هناك توافقا بين تركيا وفرنسا على مستوى الرئيسين رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون، وكذلك على مستوى وزيري الخارجية، بشأن التحدث بطرق مباشرة وليس عبر الإعلام.

تصريحات "انتخابية"

وتابع "لذلك نعتقد أن مثل هذه التصريحات غير صائبة، ونرى أن ماكرون لجأ إلى هذه الأساليب بسبب الانتخابات التي بدأت أجواؤها تخيّم على فرنسا".

وأردف "رأينا ولا نزال نرى أن مثل هذه الأساليب الرخيصة غير مجدية أبدًا في الانتخابات أيضًا سواء في فرنسا أو في بلدان أخرى"، مبرزا أنه سيكون من المفيد لماكرون "اتخاذ خطوات لكسب ثقة شعبه بدلًا من اللجوء إلى مثل هذه الأساليب الشعبوية".

وتابع "إذا كان لديه (ماكرون) كلام يخصنا فنحن نفضل أن يقوله لنا مباشرة بدل الحديث من خلفنا، تمامًا مثلما يفعل رئيسنا رجب طيب أردوغان".

توتر مع الجزائر

وقرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السبت الماضي، استدعاء سفير بلاده لدى باريس، للتشاور بعد تصريحات نقلتها صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، اتهم فيها ماكرون النخبة الحاكمة في الجزائر بـ"تغذية الضغينة تجاه فرنسا".

وأول أمس الثلاثاء، تطرق وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى الأزمة التي اندلعت بين الجزائر وباريس، وقال "إن شركاءنا الأجانب بحاجة إلى إزالة الاستعمار من تاريخهم".

كما أكد لعمامرة ضرورة أن يحرر بعض الزعماء الأجانب "تاريخهم من الاستعمار".

ولم يذكر لعمامرة ماكرون بالاسم، لكنه تحدث عن "إفلاس الذاكرة الذي هو مع الأسف متوارث عبر الأجيال لدى عدد معين من الفاعلين في الحياة السياسية الفرنسية، وأحيانا على أعلى المستويات.. ما يدفع العلاقات الرسمية لفرنسا مع بعض بلداننا نحو مواقف مأزومة مؤسفة".

وطعن الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستنكرا: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".

وادّعى ماكرون أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة إلى الوجود العثماني بين عامي 1514 و1830.

وقال "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وأن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدّقه الجزائريون".

المصدر : الجزيرة + وكالات