قرداحي "يتشاور" لاتخاذ قراره.. عون يؤكد حرصه على علاقات أفضل مع السعودية وواشنطن تجري اتصالات مع الرياض

جدّد الرئيس اللبناني ميشال عون حرصه على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، في وقت تصاعدت فيه المطالبات باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الذي قال إنه ما زال يتشاور لاتخاذ قراره، كما تكثفت المساعي الدولية للتهدئة وسط تمسك أميركي فرنسي ببقاء حكومة نجيب ميقاتي.

وشدد عون -في بيان- على ترسيخ العلاقات مع السعودية عبر توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبب في أزمة بينهما، لا سيما أن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة.

ورأى الرئيس اللبناني أنه من الضروري أن يكون التواصل بين البلدين في المستوى الذي يطمح إليه لبنان في علاقاته مع المملكة وسائر دول الخليج.

من جانبه، قال وزير التربية اللبناني عباس الحلبي -في لقاء سابق مع الجزيرة- إن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع الجانب السعودي، وإنها متمسكة بحكومة نجيب ميقاتي.

وأضاف وزير التربية اللبناني -في مقابلته مع الجزيرة- أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أجرى اتصالات مع الجانب الأميركي لتخفيف التوتر مع السعودية.

وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن الإدارة الأميركية طلبت عدم استقالة حكومة نجيب ميقاتي.

إعلان

وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، أوضح الوزير أن الحكومة الفرنسية عبرت أيضا عن تمسكها بحكومة ميقاتي، كما اتخذت دول أخرى موقفا مماثلا.

وأكد بو حبيب أن بلاده لن تقطع علاقاتها بالدول التي سحبت سفراءها، مضيفا أن الحكومة لن تقبل أن يعمل لبنان ضد مصلحة السعودية، وأشار إلى أن جميع المشكلات تحل بالحوار.

موقف حزب الله

في المقابل، قال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد إن "إحدى دول المنطقة تنتقم لهزيمتها من لبنان، بعد تأييده شعبا اعتُدي عليه طوال 8 سنوات"، وذلك في إشارة إلى اليمن.

ورأى أن البعض يكاد يفتعل أزمة حكومية لا تنتهي باستقالة وزير، بل ربما بتصدع الوضع الحكومي برمته وأن المقصود ربما يكون تخريب الاستقرار.

وأضاف رعد أن من يريد افتعال الأزمة الراهنة في لبنان يريد تعطيل الانتخابات التشريعية المقبلة، مبديا أسفه على تورط بعض السياسيين اللبنانيين في هذا التوجه.

وكان حزب الله ندد -في بيان سابق- بما وصفها بالحملة "الظالمة" التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي على وزير الإعلام جورج قرداحي، على خلفية مواقفه من حرب اليمن.

وأعلن الحزب رفضه أي دعوة لإقالة قرداحي أو دفعه للاستقالة، معتبرا هذه الدعوات اعتداء سافرا على لبنان، وفق البيان.

"رفض الاستقالة"

في هذه الأثناء، أعلن رئيسُ تيار المردة سليمان فرنجية أن قرداحي اقتُرح عليه تقديم استقالته من الحكومة، لكنه رفض ذلك، علما بأن رؤساء حكومة سابقين طلبوا أيضا من قرداحي الاستقالة من الحكومة.

وأضاف فرنجية -بعد لقائه البطريرك الماروني- أنه يدعم أي قرار يتخذه قرداحي.

بدوره، قال بو حبيب -للجزيرة مباشر- إن الوزير قرداحي قال إن مصلحة لبنان قبل مصلحته، لكنه يتشاور لاتخاذ قراره الأخير.

وأضاف أنه لم يُطلب رسميا من وزير الإعلام تقديم استقالته، وأشار إلى أن ميقاتي أكد مرارا أن الحكومة لن تستقيل.

إعلان

خلية أزمة

على صعيد متصل، عقدت خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اللبنانية اجتماعا برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لبحث تداعيات قرار السعودية استدعاء سفيرها من بيروت، وطلبها مغادرة السفير اللبناني الرياض.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الأزمة بين بلاده ولبنان تعود أصولها إلى ما سماه "التكوين السياسي اللبناني" الذي يعزز هيمنة حزب الله، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار بالمنطقة.

وفي مقابلة مع رويترز، أضاف وزير الخارجية السعودي أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.

وأكد بن فرحان أن من المهم أن تصوغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارا يحرر البلاد من الهيكل السياسي الحالي الذي قال إنه يعزز هيمنة حزب الله.

استنكار خليجي واسع

في السياق ذاته، استدعت وزارة الخارجية الكويتية سفيرها في لبنان، وطلبت من القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

وقالت في بيان، إن القرار اتخذ بسبب ما سمته إمعان لبنان واستمراره في التصريحات السلبية والمرفوضة ضد السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.

كما عبرت الخارجية عن أسفها على ما آلت إليه الأمور، مؤكدة في الوقت نفسه حرصها على عدم المساس باللبنانيين المقيمين في الكويت.

كما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت، ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان.

ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن القرار جاء تضامنا مع السعودية، في ظل ما وصفته بالنهج غير المقبول من جانب بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة.

إعلان

وفي قطر، أعرب المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية عن استغرابه الشديد واستنكاره لتصريحات قرداحي.

ووصف المكتب -في بيان- هذا الموقف من وزير الإعلام اللبناني الجديد بأنه موقف غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية، على حدّ سواء. ورأى المكتب أنه كان حريّا بالوزير عدم الزج بلبنان في أزماتٍ خارجية.

ودعت الخارجية القطرية الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع والمسارعة إلى رأب الصدع بين الأشقاء.

من جهتها، أعربت سلطنة عُمان عن أسفها العميق على تأزّم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية، داعية الجميع إلى ضبط النفس والعمل على تجنّب التصعيد.

ودعا بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية إلى معالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم، بما يحفظ للدول وشعوبها مصالحها العليا.

المصدر : الجزيرة

إعلان