نيويورك تايمز: أميركا كانت على شفا أزمة دستورية غداة الهجوم على الكونغرس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية عن أن الولايات المتحدة كانت على شفا أزمة دستورية متكاملة الأركان تزامنا مع أعمال الشغب التي طالت مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني من العام الجاري 2021.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن مصدر تلك الأزمة لم يكن أعمال العنف والفوضى التي أحدثها المئات من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، بل بسبب تصرفات ترامب نفسه.

وأوضحت أنه خلال الأيام التي سبقت هجوم "الغوغاء" على مبنى الكونغرس، كان هناك هجوم من نوع آخر- قانوني غير دموي- تحاك تفاصيله في البيت الأبيض، حيث اجتمع ترامب ونائبه مايك بنس والمحامي جون إيستمان في المكتب البيضاوي، يخططون لتقويض إرادة الشعب الأميركي من خلال التحايل على القانون.

وقالت إن كتابا صدر مؤخرا للكاتبين "بوب وودوارد" و"روبرت كوستا" -وهما صحفيان بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية- كشف تفاصيل خطة المحامي إيستمان التي اقترحها على ترامب ونائبه والمكونة من 6 نقاط.

وتقترح الخطة رفض نائب الرئيس العشرات من الأصوات الانتخابية المعتمدة بالفعل والتي تمثل عشرات الملايين من أصوات الناخبين التي تم الإدلاء بها بشكل قانوني، مما يسمح للكونغرس بتنصيب ترامب رئيسا لولاية ثانية.

وقالت نيويورك تايمز إن الخطة فشلت بسبب رفض بنس التوقيع عليها، الأمر الذي أثار حنق ترامب، وانطلقت هتافات "الغوغاء" من أنصاره الذين تعالت أصواتهم بهتاف "اشنقوا مايك بنس!" ونصبوا مشنقة مؤقتة له في المركز التجاري الوطني بالعاصمة واشنطن.

ونبهت افتتاحية الصحيفة إلى أن فشل خطة الانقلاب على نتائج الانتخابات تلك لا ينبغي أن يكون كافيا لإشاعة الطمأنينة، حيث ما يزال ترامب يحظى بكونه السياسي الجمهوري الأكثر شعبية في أميركا، ومن المرجح أنه سيكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية للعام 2024.

كما أن ترامب -والكلام للصحيفة- أشد رفضا لقبول الهزيمة الآن من أي وقت مضى، الأمر الذي يعني أن أميركا ما زالت عرضة لخطر التخريب الانتخابي من قبل ترامب وأنصاره الذين لا شك أنهم سيكونون قد تعلموا من أخطائهم في المرة القادمة.

وحذرت نيويورك تايمز من أن محاولات ترامب لتقويض الديمقراطية الأميركية قد لا تتوقف، وحثت الأميركيين الذين يقدرون تجربتهم الديمقراطية ويحرصون عليها على مواصلة استخدام كل الوسائل المتاحة لهم لحمايتها.