برغم معارضة أميركا وأوروبا.. إسرائيل تصادق على بناء 3144 وحدة استيطانية جديدة

إصرار إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة قوبل بانتقادات أميركية وأوروبية (الجزيرة-أرشيف)

صادقت إسرائيل -اليوم الأربعاء- على بناء 3144 وحدة استيطانية جديدة، بالضفة الغربية المحتلة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس الأعلى للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية -الذراع التنفيذي للحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة- اتخذ القرار بعد مناقشات استمرت عدة ساعات.

وهذه هي المرة الأولى التي تصادق فيها الحكومة الإسرائيلية على بناء وحدات استيطانية جديدة منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، مطلع العام الجاري 2021.

وكانت الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت، قد أعلنت الأسبوع الماضي عن نشر مناقصات لبناء 1300 وحدة استيطانية بالضفة الغربية، كانت قد صادقت الحكومة السابقة (برئاسة بنيامين نتنياهو) على بنائها خلال السنوات الماضية.

وصرح -في وقت سابق- متحدث باسم إدارة الهيئة العسكرية التي تشرف على شؤون المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية أعطت الموافقة النهائية على 1800 منزل وخطط متقدمة لبناء 1344 منزلا".

وندد رئيس وزراء فلسطين محمد اشتية -الأحد الماضي- بهذا الإعلان، وقال إن إسرائيل تضع العالم وخاصة الولايات المتحدة أمام مسؤوليات كبرى لمواجهة وتحدي الأمر الواقع الذي تفرضه بشكل ممنهج.

وأضاف أن الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة "وشرعنة مستوطنتين جديدتين ووحدات استيطانية في قلب مدينة الخليل القديمة (جنوبي الضفة) ما هو إلا عدوان صارخ على أرضنا".

انتقادات حادة

يأتي ذلك بعدما وجهت واشنطن أمس الثلاثاء -للمرة الأولى منذ سنوات- انتقادات حادة إلى إسرائيل بشأن مستوطناتها، مؤكدة أنها تعارض "بشدة" البناء الجديد في الضفة الغربية المحتلة.

ودعت أمس وزارة الخارجية الأميركية الحكومة الإسرائيلية إلى الامتناع عن الخطوات الأحادية بما فيها البناء الاستيطاني.

وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية أمس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس احتج خلالها على القرارات الاستيطانية.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن المكالمة كانت "متوترة".

وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها "تعارض بشدة توسيع المستوطنات الذي يتعارض تماما مع جهود خفض التوتر وضمان الهدوء، ويضر باحتمالات حل الدولتين".

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين قائلا إننا "نعتبر أيضا خطط إضفاء الشرعية بأثر رجعي على بؤر استيطانية غير قانونية أمرا غير مقبول".

وانتشرت المنازل في أنحاء الضفة الغربية من ضواحي القدس إلى أحياء جديدة من المستوطنات في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومؤخرا، دعا محمد اشتية دول الاتحاد الأوروبي لممارسة الضغوط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان والاتفاقيات الموقعة معها.

ورحّب رئيس الوزراء الفلسطيني ببيان الاتحاد الأوروبي الذي يصف المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بغير الشرعية، مطالبا الاحتلال الإسرائيلي بوقف الإعلان عن بناء مزيد من المستوطنات، بما في ذلك تلك التي في القدس المحتلة.

وطالب اشتية -خلال جولته الأوروبية لحشد الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني وقضيته- الولايات المتحدة والدول الأوروبية باتخاذ مواقف حازمة لوقف التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، للحفاظ على حل الدولتين.

وجدد بيدرو سيلفا بيريرا نائب رئيس البرلمان الأوروبي -خلال لقائه اشتية بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل- دعم الاتحاد الأوروبي لحل الدولتين ومعارضة الاستيطان في الضفة الغربية. وبدأ اشتية -أول أمس الاثنين- جولة أوروبية بهدف حشد الدعم السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية.

وتشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات