التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.. واشنطن تعبّر عن "معارضتها الشديدة" وترحيب فلسطيني بالموقف الأوروبي

State Department spokesman Ned Price speaks on the situation in Afghanistan
برايس: نعارض بشدة هذا التوسع الاستيطاني الذي لا يتماشى على الإطلاق مع جهود خفض منسوب التوتر (رويترز-أرشيف)

عبّرت واشنطن -اليوم الثلاثاء- عن "معارضتها الشديدة" لخطط إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، قائلة إن هذه التحركات "تتعارض مع جهود خفض التوترات وتضرّ بآفاق حلّ الدولتين".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس -في مؤتمر صحافي- "نحن قلقون للغاية من خطة الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية".

وأضاف "نعارض بشدة هذا التوسع الاستيطاني الذي لا يتماشى على الإطلاق مع جهود خفض منسوب التوتر"، واعتبر أن هذا التوسع "يضرّ بآفاق حلّ قيام دولتين".

وتابع برايس "نعتبر أيضا أن كل الجهود الرامية إلى تشريع مستوطنات غير شرعية بمفعول رجعي، غير مقبولة"، مشددا على أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى سبق أن أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بهذه المواقف "بشكل مباشر".

وبحسب مراقبين، يعد هذا الموقف واحدا من أكثر المواقف حزما لواشنطن إزاء الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية مطلع العام الحالي.

ترحيب فلسطيني

وفي وقت سابق، رحّب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ببيان الاتحاد الأوروبي الذي يصف المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بغير الشرعية، مطالبا الاحتلال الإسرائيلي بوقف الإعلان عن بناء مزيد من المستوطنات، بما في ذلك تلك التي في القدس المحتلة.

وطالب اشتية -خلال جولته الأوروبية لحشد الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني وقضيته- الولايات المتحدة والدول الأوروبية باتخاذ مواقف حازمة لوقف التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، للحفاظ على حل الدولتين.

كما دعا دول الاتحاد الأوروبي لممارسة الضغوط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان والاتفاقيات الموقعة معها.

وقال إن السياسة الإسرائيلية القائمة على تدمير حل الدولتين من خلال تعزيز الاستيطان، تدفع إلى واقع تصبح فيه إسرائيل دولة فصل عنصري على أرض الواقع.

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدول الأوروبية باتخاذ قرار يمنع دخول منتجات المستوطنات الإسرائيلية إلى الأسواق الأوروبية.

بدوره، جدد نائب رئيس البرلمان الأوروبي بيدرو سيلفا بيريرا، خلال لقائه اشتية بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، دعم الاتحاد الأوروبي لحل الدولتين ومعارضة الاستيطان في الضفة الغربية.

وبدأ اشتية -الاثنين- جولة أوروبية، بهدف حشد الدعم السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية، بحسب بيان سابق، صدر عن الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم.

برامج استيطانية

وكانت إسرائيل أعلنت الأحد اعتزامها بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وندد اشتية وقتها بهذا الإعلان، وقال إن إسرائيل تضع العالم وخاصة الولايات المتحدة أمام مسؤوليات كبرى لمواجهة وتحدي الأمر الواقع الذي تفرضه بشكل ممنهج.

وأضاف أن الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة "وشرعنة مستوطنتين جديدتين ووحدات استيطانية في قلب مدينة الخليل القديمة (جنوبي الضفة)، ما هو إلا عدوان صارخ على أرضنا".

وتعتزم السلطات الإسرائيلية المصادقة على بناء أكثر من 3100 وحدة استيطانية في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية، وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة الأسبوع الماضي إن المجلس الأعلى للتخطيط، التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية، سيلتئم قريبا من أجل المصادقة على بناء هذه الوحدات الاستيطانية.

وتشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.

وحذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية -الأحد- من "بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن "المضي قدما بالمصادقة على تنفيذ خطة لبناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة، خطوة مرفوضة ومدانة وتمثل خرقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

المصدر : الجزيرة + وكالات