حياة أشبه بالموت.. لاجئون عادوا إلى سوريا تعرضوا لانتهاكات فظيعة

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن اللاجئين السوريين، العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن، تعرضوا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهاد على يد حكومة الرئيس بشار الأسد.
وفي تقرير حمل عنوان "حياة أشبه بالموت" وثقت المنظمة الحقوقية انتهاكات تعرض لها لاجئون سوريون عادوا إلى البلاد الفترة ما بين عام 2017 حتى العام الجاري.
ووثقت رايتس ووتش حالات اعتقال واحتجاز تعسفي وتعذيب، إلى جانب اختطاف وقتل خارج نطاق القضاء، وإخفاء قسري وعنف جنسي.
وأشارت المنظمة إلى أن اللاجئين العائدين إلى سوريا واجهوا أيضا صعوبات اقتصادية في تلبية احتياجاتهم الأساسية نتيجة استمرار الأزمة في البلاد.
وخلص تقرير ووتش إلى أن سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين إليها، وطالبت بوقف أي عمليات إعادة قسرية للاجئين إلى هذا البلد.
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس/آذار 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6.6 ملايين مواطن فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة لبنان والأردن وتركيا.
وتمارس بعض الدول، مثل لبنان وحتى الدانمارك، ضغوطاً لترحيل لاجئين سوريين إلى بلادهم بحجة تراجع حدة المعارك بعدما بسطت قوات النظام سيطرتها على مناطق واسعة.
وقال لاجئون للمنظمة إن حرس الحدود الأردني أبلغهم بأنهم بمجرد مغادرتهم إلى سوريا لا يمكن أن يعودوا إلى المملكة قبل 3-5 سنوات، مما يعني "حرمانهم من حق اللجوء في حال تعرضوا للاضطهاد بعد عودتهم إلى سوريا".
وفي لبنان، تنوعت الضغوط على اللاجئين السوريين، من حظر تجول وتوقيف وترحيل، إلى مداهمات وفرض قيود على معاملات الإقامة.
وفي تقرير لها الشهر الماضي، ندّدت منظمة العفو الدولية (أمنستي) بتعرّض العشرات من اللاجئين الذين عادوا أدراجهم إلى سوريا لأشكال عدة من الانتهاكات على أيدي قوات أمن نظام الأسد، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى الاغتصاب.
وعادت رايتس ووتش لتقول إن "على جميع الدول حماية السوريين من العودة لمواجهة العنف والتعذيب، بل وعليها وقف عمليات العودة القسرية إلى سوريا".
وقالت نادية هاردمان الباحثة بشؤون اللاجئين والمهاجرين بالمنظمة "لا يجوز لأي دولة أن تجبر اللاجئين على العودة إلى سوريا طالما أن الحكومة لا تزال تمارس انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان".
وأضافت الباحثة "بعد عقد من الزمن، لا يزال اللاجئون العائدون يواجهون خطر الاضطهاد على يد الحكومة نفسها التي فروا منها".