أفغانستان.. مشاورات روسية باكستانية صينية لتوحيد الموقف وأميركا تراجع نشاطها الدبلوماسي

قال مبعوث الرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف إن اجتماع الثلاثية الموسعة في موسكو سيخرج بوثائق متعلقة بإستراتيجية التعامل مع تطورات الوضع الأفغاني

مبعوث روسيا لأفغانستان يتحدث للصحفيين وعلى يساره نظيراه الصيني والباكستاني وعلى يمينه نظيره الأميركي (الأوروبية-أرشيف)

يعقد المبعوثون الخاصون لكل من روسيا وباكستان والصين إلى أفغانستان اجتماعا في العاصمة الروسية موسكو، وذلك بهدف صياغة موقف موحد إزاء تعامل دول جوار أفغانستان مع تطورات الأوضاع عقب سيطرة حركة طالبان على السلطة، فيما بدأت المفتشية العامة لوزارة الخارجية الأميركية تحقيقات بشأن العمليات الدبلوماسية الأميركية في أفغانستان.

ويعقد اجتماع الثلاثية الموسعة (روسيا والصين وباكستان وأميركا) في موسكو قبل يوم من مباحثات تستضيفها العاصمة الروسية في إطار ما يعرف بصيغة موسكو، ويشارك فيها وفد حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، وممثلون عن 10 دول محيطة بأفغانستان، وهي روسيا والصين وباكستان وإيران والهند، وجمهوريات آسيا الوسطى الخمس (طاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان وقرغيزستان).

وكان مبعوث الرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف قد صرح قبل أيام بأن اجتماع الثلاثية الموسعة سيخرج بوثائق متعلقة بإستراتيجية التعامل مع تطورات الوضع الأفغاني.

وسبق لمبعوث روسيا لأفغانستان، ونظيريه الباكستاني محمد صادق، والصيني يويه شياو يونغ أن أجروا في سبتمبر/أيلول الماضي مباحثات في العاصمة الأفغانية كابل بدعوة من حركة طالبان، وناقشوا مع مسؤولين في الحكومة المؤقتة التي شكلتها طالبان التطورات في أفغانستان.

إعلان

ويغيب المبعوث الأميركي لأفغانستان عن اجتماع الثلاثية الموسعة، وذلك لأسباب لوجستية على حد تعبير وزارة الخارجية الأميركية، والتي قالت إن مشاكل لوجستية تحول دون مشاركتها، لكنها اعتبرت أن المنتدى الذي ستنظّمه روسيا "بناء". ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس توضيح ماهية هذه المشاكل اللوجستية.

مراجعة للنشاط الدبلوماسي

من ناحية أخرى، نقل موقع "بوليتيكو" (Politico) الأميركي عن مسؤولين أميركيين أن المفتشة العامة لوزارة الخارجية الأميركية بدأت تحقيقات بشأن العمليات الدبلوماسية الأميركية في أفغانستان.

وذكر بوليتيكو بناء على مذكرة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن أن عمليات المراجعة ستطال إجراءات قبول اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة، وإعادة توطينهم، وإخلاء السفارة الأميركية في كابل، وإجلاء الأميركيين والمتعاونين الأفغان.

وبحسب مذكرة الوزير بلينكن التي اطلع عليها الموقع والصادرة الخميس الماضي، فإن عمليات المراجعة ستشمل برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة.

وأوردت وكالة رويترز أن ديانا شو القائمة بأعمال المفتش العام في الخارجية الأميركية أبلغت الكونغرس أمس الاثنين بأن مكتبها سيبدأ عدة مهام متصلة بإنهاء العمليات العسكرية والدبلوماسية الأميركية في أفغانستان، ومن المقرر أن تقدم شو إفادة للمشرعين اليوم الثلاثاء.

وكانت الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة قد انهارت في منتصف أغسطس/آب الماضي، مع تقدم حركة طالبان في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة ودخولها العاصمة كابل.

ووجه الجمهوريون بالولايات المتحدة انتقادات حادة لإدارة الرئيس جو بايدن لانهيار مجهود حربي دام 20 عاما في أفغانستان، إذ اتهمت إدارة بايدن بإدارة عملية انسحاب عسكري فاشلة.

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن توم ويست عين مبعوثا أميركيا جديدا إلى أفغانستان، خلفا لزلماي خليل زاد. وقد تولى ويست إدارة شؤون السياسة الأفغانية ضمن فريق بايدن الرئاسي الانتقالي، وعمل عن كثب مع خليل زاد منذ شهور

استقالة خليل زاد

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد في تصريح للجزيرة إنه تنحى عن منصبه، وذكر بيان للخارجية الأميركية أن توم ويست وهو نائب خليل زاد جرى تعيينه مبعوثا أميركيا جديدا إلى أفغانستان.

إعلان

وكانت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية ذكرت أن ويست كان يتولى إدارة شؤون السياسة الأفغانية ضمن فريق بايدن الرئاسي الانتقالي، وعمل عن كثب مع خليل زاد منذ شهور.

يذكر أن خليل زاد الذي ولد في أفغانستان، وعمل سفيرا لواشنطن في كل من أفغانستان والعراق، قاد محادثات أميركا مع طالبان في قطر، والتي أسفرت عن اتفاق تاريخي وقع في الدوحة شهر فبراير/شباط 2020.

من جهة أخرى، حصلت الجزيرة على صور من كاميرات مراقبة تظهر لحظة وقوع تفجيرات انتحارية وإطلاق نار استهدف مسجدا للشيعة في مدينة قندهار جنوبي أفغانستان يوم الجمعة الماضي.

وتظهر الصور إطلاق الرصاص بشكل عشوائي داخل المسجد بعد اقتحامه من قبل مسلحين ثم لحظة التفجير الانتحاري داخله. وقد أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة 80 آخرين.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد تبنّى المسؤولية عن الهجوم. وتعهدت حركة طالبان بتأمين حراسة خاصة لمساجد الشيعة في أفغانستان.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان