400 أسير فلسطيني يبدؤون إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم

رام الله- شرع نحو 400 أسير فلسطيني ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على ظروف اعتقالهم و"التنكيل" الذي تمارسه إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم.
وبينما تقول حركة الجهاد الإسلامي إن كل الخيارات مفتوحة لحمايتهم، عبّرت الفصائل والقوى الفلسطينية عن تضامنها مع الأسرى المضربين، ولوّحت بتوسيع رقعة المواجهة مع الاحتلال.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإجراءات عقابية مضاعفة.. قوات الاحتلال تقتحم غرف أسرى فلسطينيين في سجن عسقلان
الأرجنتين.. مسيرة داعمة للأسرى الفلسطينيين ومناهضة لإسرائيل
إسرائيل تعزل 19 أسيرا في ظروف قاسية وحماس تحذر من تداعيات إضراب الأسرى في السجون
وبعد تمكن 6 أسرى من الفرار، منهم 5 من حركة الجهاد الإسلامي، في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، ضيّقت مصلحة السجون الإسرائيلية الخناق على أسرى حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص، وشتتهم بين السجون بعد أن كانوا يعيشوا معا في أقسام وغرف السجون.
ووفق بيان لنادي الأسير -أمس الثلاثاء- فإن أسرى حركة الجهاد يتعرضون لجملة من "الإجراءات التنكيلية"، بينها "نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق".
جزء من برنامج نضالي
تقول المنسقة الإعلامية لنادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة -للجزيرة نت- إن أسرى كافة الفصائل يدعمون إضراب حركة الجهاد الإسلامي.
وأشارت إلى أن الإضراب جزء من "برنامج نضالي أساسه التمرد على قوانين السجون، وأعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية (فصائلية) داخل السجون".
وقالت سراحنة إن أسرى حركة الجهاد موزعون على كافة السجون الإسرائيلية، و"المطلب الأساس وقف استهدافهم بشكل خاص وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 6 سبتمبر/أيلول، وتحديدا استهداف البنية التنظيمية".
وأوضحت أن إدارات السجون وزعت أسرى الحركة بعد هروب النفق على كافة السجون، وهو ما يعني تفريقهم و"حل" حركة الجهاد الإسلامي، أي عدم الاعتراف بممثليهم كما هو متعارف عليه في السجون.
كل الخيارات مفتوحة
من جهته، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة نت إن "الحركة الأسيرة قررت الشروع في سلسلة من الإجراءات، رداً على مراوغة مصلحة السجون في إلغاء كل الإجراءات التي اتخذتها بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي".
وأضاف أن تلك الإجراءات اتخذت "كرد فعل انتقامي بعد نجاح 6 أسرى في كسر التحصينات الأمنية في سجن جلبوع، والخروج من خلال نفق قاموا بحفره".
وأضاف أن "العدوان الذي يتعرض له أسرى الجهاد، هو تعبير عن العجز ومحاولة للتعمية على فشل مصلحة السجون وما لحق بها من إذلال وإهانة على يد البطل محمود العارضة ورفاقه".
وتابع شهاب أن أسرى حركة الجهاد الإسلامي "قرروا التحدي ورفض الاستسلام لإجراءات مصلحة السجون، وخاضوا مواجهة مفتوحة ضد إدارة مصلحة السجون وضد الشباك".
ومع ذلك أشار إلى "مفاوضات" مع إدارات السجون حول مطالب الأسرى، لكنه أضاف أن "أسرى الجهاد يصرّون على التحدي ولن يتنازلوا عن أي حق من حقوقهم، وبالتالي لم يكترث أسرى الجهاد بالعروض المجتزأة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية".
على المستوى السياسي، ذكر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أن "قيادة الحركة تجري اتصالات مع كافة الأطراف"، مضيفا "نحن ملتزمون بحماية أسرانا وعدم تركهم في هذه المعركة".
وقال إن الإضراب هو "بداية للتصعيد مع إدارة مصلحة السجون، وهناك تنسيق بشأنه مع مختلف مكونات الحركة الأسيرة".
وأشار إلى خطة إسناد وطني وشعبي وإعلامي ستأخذ بالاعتبار كافة الخيارات، "بهدف عدم إطالة أمد الإضراب وعدم تعريض حياة الأسرى للخطر".
وقال إن إعلان بدء الإضراب سيترافق مع "فعاليات إسناد واسعة سيشارك فيها قادة ورموز العمل الوطني"، مضيفا "خيارات الحركة مفتوحة لحماية الأسرى والدفاع عنهم".
توسيع رقعة المواجهة
بدورها، عبرت القوى والأطر السياسية الفلسطينية عن دعمها لإضراب حركة الجهاد الإسلامي، ولوّحت بتوسيع نقاط المواجهة مع الاحتلال.
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام أبو بكر -للجزيرة نت- إن هناك "تصاعدا في حدة ووحشية ما يقوم به الاحتلال وإدارات السجون بحق الأسرى".
وأضاف أن "زيادة حدة هذه الإجراءات التعسفية تأتي ضمن سياسة عقوبات جماعية، بعد نجاح 6 أسرى في انتزاع حريتهم".
وأشار إلى "عمليات عزل انفرادي ونقل قسري لأسرى حركة الجهاد، بمن فيهم الستة الذين أعادت دولة الاحتلال اعتقالهم".
ومن هنا، فإن "الحركة الأسيرة تدافع اليوم عن كرامتها الوطنية والإنسانية، ولا يمكنها أن تقبل بهذه الإجراءات التي تستهدف إرادة الأسرى والنيل من صمودهم"، بحسب أبو بكر.
ورجح السياسي الفلسطيني "انضمام أفواج جديدة من الأسرى للإضراب"، محذرا "لن نترك الأسرى وحدهم تستفرد بهم إدارات السجون".
وتحدث عن "خطوات لتوسيع الحراك الشعبي بما يشمل الاعتصامات أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي ومراكز المدن الفلسطينية، ووقفات واعتصامات أمام السجون والمعتقلات بالتنسيق مع أهلنا في الداخل وعلى مستوى الجالية الفلسطينية في الخارج".
ويقول أبو بكر إن دولة الاحتلال تسعى إلى "تجزئة قضية الأسرى بمحاولة الاستفراد بأسرى حركة الجهاد، لكن الحركة الأسيرة موحدة اليوم في رفض كل تلك الإجراءات".
وخلص إلى أن التوجه العام لدى القوى والهيئات ومؤسسات الأسرى هو "التصعيد على مستوى الأراضي المحتلة، بما يشمل توسيع نقاط الاحتكاك مع الاحتلال تأكيدا على الالتفاف حول قضايا الأسرى".
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4600، بينهم 35 أسيرة ونحو 200 طفل، وذلك حتى نهاية سبتمبر/أيلول وفق نادي الأسير الفلسطيني.