وسط احتدام المعارك بمأرب.. تحذيرات من كارثة إنسانية جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مديرية العبدية

جددت الحكومة اليمنية تحذيراتها من كارثة إنسانية وشيكة جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مديرية العبدية بمحافظة مأرب منذ قرابة شهر، ونفاد مخزونها من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف المعدات في المستشفى الوحيد بالمديرية بسبب نفاد مادة الديزل وانقطاع الكهرباء بشكل كامل.

ومنذ نحو 3 أسابيع، يحاصر الحوثيون مديرية العبدية بمحافظة مأرب من مختلف المنافذ، بعد أن صدّت القوات الحكومية -بمساندة من التحالف السعودي الإماراتي- جميع هجماتهم التي استهدفت السيطرة عليها.

وأشار وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني -في تغريدات على تويتر- إلى وجود 160 مصابا من المدنيين بينهم نساء وأطفال جراء قصف الحوثيين العشوائي على الأحياء السكنية بالعبدية، في ظل عجز المستشفى عن تقديم الخدمات وتعذر إجلائهم إلى مناطق أخرى بسبب الحصار.

واستغرب الوزير ما وصفه بالصمت المخزي للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي إزاء ما قال إنها جرائم حرب وإبادة جماعية ترتكبها جماعة الحوثي بحق المدنيين في مديرية العبدية.

وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي بإدانة واضحة لما وصفها بجريمة حصار عشرات آلاف المدنيين وحرمانهم من كل وسائل الحياة.

وكان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك قد أجرى اتصالا -في وقت سابق- مع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي لمناقشة الوضع الإنساني الذي وصفه الوزير بالمأساوي لعشرات آلاف السكان في مديرية العبدية نتيجة حصار الحوثيين، داعيا الأمم المتحدة ووكالاتها إلى التدخل وإنقاذ المحاصرين.

أزمة إنسانية

وقدّر وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا واعد باذيب أمس الثلاثاء الخسائر المباشرة التي لحقت بالاقتصاد اليمني في الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو 7 سنوات بما يقارب 90 مليار دولار.

وتشير أحدث التقديرات لوكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى أن هناك 20.7 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2021، في حين يواجه أكثر من نصف السكان مستويات حادّة من انعدام الأمن الغذائي.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية عن باذيب قوله إن هذه التقديرات هي للخسائر المباشرة في الناتج المحلي اليمني، فضلا عن الخسائر الناتجة عن تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية بسبب الحرب.

وبالإضافة إلى ذلك، خسرت العملة الوطنية نحو 180% من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وأسهم ذلك في صعود حاد للأسعار وتدهور لمستوى المعيشة وانخفاض لمتوسط دخل الفرد بنحو 60%.

وجددت الأمم المتحدة أول أمس الاثنين تحذيرها من الوضع الهش في اليمن الذي قد يؤدي إلى انزلاقة إلى المجاعة مجددا بسبب اشتداد الصراع المستمر في أنحاء البلاد.

وقال ديفيد غريسلي إن 20 مليون شخص باليمن بحاجة إلى المساعدة، وإن 5 ملايين يقفون على عتبة المجاعة.

قصف متواصل

من جهته، قال وكيل محافظة مأرب اليمنية عبد ربه مفتاح إن الحوثيين يواصلون قصف قرى ومناطق مديرية العبدية بالصواريخ والمدفعية بسبب رفض أبناء المديرية الانصياع لمشروعهم.

وأضاف مفتاح أن نحو 35 ألف شخص من سكان العبدية يعانون نتيجة استهداف الحوثيين لجميع المرافق بالمديرية.

وانتقد مفتاح عدم تحرك المنظمات الأممية والدولية لفتح ممرات آمنة للسكان في مديرية العبدية المحاصرة من قبل الحوثيين منذ 3 أسابيع رغم أن السلطات المحلية وفرت كل الوسائل المناسبة لعمل تلك المنظمات، كما ناشد مفتاح الأمم المتحدة التدخل في الساعات القادمة لإنقاذ المدنيين هناك.

التحالف

وتحدث التحالف الذي تقوده السعودية عن مقتل نحو 300 مسلح من الحوثيين في اليومين الماضيين مع احتدام المعارك في محيط مدينة مأرب.

وأعلن أمس الثلاثاء مقتل أكثر من 134 مسلّحا من الحوثيين في الساعات الـ24 الأخيرة إثر قصف جوي في منطقة العبدية (جنوب محافظة مأرب)، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن المجاور للمملكة.

وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "نفذنا 43 عملية استهداف لآليات وعناصر المليشيات بالعبدية خلال الساعات الـ24 الماضية. استهدفنا 9 آليات عسكرية للمليشيات الحوثية في العبدية وخسائرها تجاوزت 134 عنصرا".

وأوضح أن "المليشيا الحوثية منعت دخول المنظمات الإغاثية والمساعدات الإغاثية إلى المدنيين المحاصرين" في العبدية.

يأتي ذلك غداة إعلان التحالف أول أمس الاثنين مقتل 156 مسلّحا من الحوثيين في المنطقة ذاتها التي يحاصرها الحوثيون.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين يحيى سريع أمس الثلاثاء أن قواتهم "أصبحت اليوم على مشارف مدينة مأرب من جهات عدة".

وبينما يتحدث الحوثيون عن تقدمهم في مأرب قال رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معين عبد الملك سعيد الاثنين "نحن واثقون من أنّ مأرب لن تسقط، نحن جاهزون للتصدّي للحملة الحوثية"، مشدّدا في لقاء في القاهرة على أن "المعركة ستحدّد مصير مستقبل اليمن".