أفغانستان.. التزام قادة الـ20 بتعزيز المساعدات الإنسانية وطالبان تجدد دعوتها المجتمع الدولي للتعاون

أكد قادة مجموعة الـ20 التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني، وشددوا على ضرورة جعل الدعم الإنساني لأفغانستان أولوية في المرحلة الحالية.
وفي ختام اجتماع استثنائي عُقد أمس الثلاثاء في روما، أجمع القادة المشاركون في القمة على أن هناك عملا يجب إنجازه لمنع حدوث انهيار اقتصادي في أفغانستان.
وحذر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي من أن كارثة إنسانية على وشك الحدوث في أفغانستان خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.
مقاربة عملية
من جانبه، دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة أمام قمة مجموعة الـ20، قادة المجموعة إلى انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية.
كما دعا أمير قطر إلى اتخاذ موقف دولي موحد والتوصل إلى خريطة طريق لمسؤوليات وواجبات الحكومة الأفغانية المؤقتة.
وقال الشيخ تميم إن المجتمع الدولي تقع عليه مسؤوليات جمة تجاه أفغانستان، في صدارتها المساعدات الإنسانية والإغاثية، مجددا دعوته للحكومة الأفغانية المؤقتة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وحماية حقوق الإنسان.
سمو أمير البلاد المفدى يشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان، بدعوة من رئيس وزراء الجمهورية الإيطالية، وألقى سموه كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي في الجلسة الرئيسية للاجتماع. https://t.co/WAe8L3G1IH pic.twitter.com/yc03G7KbNh
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) October 12, 2021
التزام أميركي
وفي السياق ذاته، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالعمل من كثب مع المجتمع الدولي واستخدام الوسائل الدبلوماسية والإنسانية والاقتصادية لمعالجة الوضع في أفغانستان ودعم الشعب الأفغاني.
وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع قادة مجموعة الـ20 الحاجة الماسة للحفاظ على الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تهديدات تنظيم الدولة، وكذلك ضمان المرور الآمن للرعايا الأجانب والشركاء الأفغان الذين يسعون لمغادرة أفغانستان.
وأوضح أن قادة مجموعة الـ20 أكدوا من جديد التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني من خلال المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية لجميع الأفغان، بمن في ذلك النساء والفتيات والأقليات.
وخلال كلمته عبر الفيديو في الاجتماع، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا يمكنها تحمل موجات جديدة من اللاجئين من أفغانستان.
مساعدات
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل إن المجتمع الدولي ليس لديه ما يكسبه إذا انهار النظام المالي في أفغانستان.
وأضافت في مؤتمر صحفي على هامش القمة أنه لا ينبغي أن يكون هدف المجتمع الدولي هو الوقوف متفرجا حيال سقوط 40 مليون شخص في حالة من الفوضى.
وقالت ميركل إن مسألة الاعتراف بطالبان خارج جدول أعمال قمة مجموعة الـ20، مؤكدة أن بلادها ستخصص 600 مليون يورو مساعدات إنسانية لأفغانستان.
اجتماعات في الدوحة
بدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن الاجتماعات التي عقدت في الدوحة يومي السبت والأحد بين وفد أميركي وممثلين من الحكومة الأفغانية المؤقتة كانت صريحة وإيجابية إلى حد كبير.
وقال برايس -في مؤتمر صحفي- إنه تم التركيز في هذا الاجتماع على القضايا الأمنية والإرهاب، وعلى حقوق الإنسان، وتأمين ممر آمن للأميركيين والأجانب والمتعاونين الأفغان الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان.
وأضاف برايس أن الولايات المتحدة ستقوم بما يتعين عليها القيام به لضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة لشنّ هجمات ضدها، مؤكدا أن "تنظيم الدولة في خراسان" يشكل تهديدا مشتركا لطالبان ولواشنطن وشركائها.
الموقف الأفغاني
في المقابل، قالت الحكومة الأفغانية المؤقتة إن سياسة الضغط في أفغانستان لم تنجح، وطالبت المجتمع الدولي بانتهاج التفاعل والتعاون.
وأضاف وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي -خلال اجتماع في الدوحة مع سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى- أن إضعاف الحكومة الأفغانية ليس في مصلحة أحد، وستكون له تداعيات سلبية على العالم، ودعا المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات عن بلاده.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن اجتماعا موسعا عقد في الدوحة، وجمع وفود الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، ووفد الحكومة الأفغانية المؤقتة.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت عقب اجتماعات أمس الثلاثاء بالدوحة أن الوفد الألماني أعرب عن رغبته في مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان.

وسيط محايد
وقال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق القحطاني إن حركة طالبان التزمت بمكافحة الإرهاب، والتصدي لتنظيم الدولة، وألا تكون أفغانستان منطلقا لأي عمليات خارجية.
وعلى هامش منتدى الأمن العالمي، رأى القحطاني أن من مصلحة طالبان التفاعل مع الآخرين في أفغانستان، مؤكدا أن قطر ليست جزءا من النقاشات الداخلية، بل تعمل كوسيط محايد.
وأضاف القحطاني أن الاجتماعات المنعقدة حاليا في الدوحة، بين وفد الحكومة الأفغانية المؤقتة وموفدي الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تشكل فرصة للتفاعل والتوصل إلى توافق بشأن الملفات العالقة.