الجزيرة نت تتحدث مع أسير فلسطيني مضرب عن الطعام يعاني نوبات إغماء

الأسير مقداد القواسمي أثناء لقائه بوالديه (مواقع التواصل الاجتماعي)

بيت لحم – لم نستطع سماع صوته وهو يتحدث، وكنا بحاجة إلى تفسير من أمه أو أبيه المرافقين له في المستشفى الإسرائيلي؛ إنه الأسير الفلسطيني مقداد عمر القواسمي (24 عاما) الذي يستمر في إضرابه عن الطعام منذ 82 يوما ضد الاعتقال الإداري.

القواسمي الموجود اليوم في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، لا يزال أسيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي جمّد قرار الاعتقال الإداري بحقه في السادس من الشهر الجاري، ويرفض تعليق إضرابه -الذي بدأه في 20 يوليو/تموز الجاري- حتى إنهاء اعتقاله وتحريره.

لم ينته الاعتقال

لا يعني تعليق الاعتقال من قبل الاحتلال إنهاءه، وإنما السماح لأهله بزيارته في المستشفى، كي يتألموا على حالته ويضغطوا عليه لإيقاف إضرابه، كما تقول والدته.

طلبنا من والدته إيمان بدر"أم حازم" أن تفتح سماعة الهاتف الخارجية عندما تحدثنا معه؛ حتى يستمع إلينا وكي تساعده على الإجابة عن الأسئلة، لكونه بحالة صحية حرجة كما يصفها الأطباء؛ نتيجة إصراره على عدم تناول المدعمات والطعام وهو اليوم يشرب الماء فقط.

إعلان

يقول للجزيرة نت "أريد العيش بكرامة، ولم أبدأ الإضراب حتى أموت، وإنما من أجل الحرية". توقف عن الكلام بعد ذلك، وأخذ والده الهاتف، وقال للجزيرة نت إن "مقداد اليوم عبارة عن رأس بلا جسد؛ لأنك تستطيع رؤية فقرات عموده الفقري، وبطنه ملتصق بظهره، ويرفض أخذ المدعمات الطبية لأن ذلك يعني إطالة أمد الإضراب".

اعتقالات من دون أدلة

أمضى مقداد قرابة 4 سنوات متقطعة أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ أن كان بعمر 18 عاما، وبعد نجاحه في الثانوية العامة، تعرض لاعتقالات عدة، كان معظمها من دون أدلة واضحة، كما تقول عائلته.

اعتقل في المرة الأخيرة مع مفتتح العام الحالي، وكان الاحتلال يحاكمه على قضية معينة، ولكنه عجز عن إيجاد أدلة ضده، فتم تحويله إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر، وهو ما رفضه لأنه مقتنع تماما -وفق والده- أن هذا الاعتقال كيدي وبلا أدلة من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي تحدّاها أن تثبت عليه أي تهمة.

عمل مقداد في التجارة بصورة متقطعة، وهو اليوم طالب في السنة الثانية بكلية خضوري/فرع العروب، في تخصص "الغرافيك"، وتأخر في دراسته الجامعية بسبب كثرة اعتقالاته.

جسد متآكل

عندما جمّد الاحتلال اعتقاله الإداري كان في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي الذي نقل إليه بعد تردّي حالته الصحية نتيجة إضرابه، وبعد ذلك تم فك قيوده وانسحب الأمن التابع لجهاز "الشاباص" أو مصلحة سجون الاحتلال، وحُوّلت مسؤولية متابعة حالته الصحية إلى أهله، ولكنه بقي بمسمى أسير مريض في المستشفى.

إعلان

تقول والدته للجزيرة نت إن "مقداد كان بوزن 75 كيلوغراما، واليوم بجسم متآكل، وهو يسعى لعدم العودة إلى المنزل مهزوما، فهو لا يسعى للموت وإنما للحرية والعيش بكرامة وهي حقوق إنسانية بسيطة".

يرافق الوالدان ابنهما مرافقة دائمة في المستشفى، منذ تجميد اعتقاله الإداري قبل 5 أيام، ويعيشان حالة ترقب وقلق، وخشية من انتكاسة صحية جديدة، لأن مقداد -حسب والده- يغيب عن الوعي أحيانا كثيرة، وكلامه لا يمكن تفسيره في معظم الأوقات، كما أنه يفقد ذاكرته بين فينة وأخرى.

ولكن الشيء الوحيد الثابت عليه -وفق والده- أنه لن يقطع إضرابه إلا بإنهاء اعتقاله وعودته إلى منزله بالخليل، وهو مطلب بسيط، لكن الاحتلال يرفضه، ولا يريد أن ينهي هذا الألم الذي تعيشه العائلة.

طلب مقداد من أبيه أن يقول كلمته الأخيرة؛ فهمنا بعض كلماته، وطلبنا من أبيه أن يفسرها، قائلا على لسانه "أريد فقط أن أعود إلى حضن أهلي وإخوتي وأحبّتي في الخليل، لا شيء غير ذلك، حتى لو كلفني هذا حياتي، وأنا لم أتجه للإضراب كي أموت ولكن من أجل العيش بكرامة".

المصدر : الجزيرة

إعلان