تبون يتهم فرنسا بالكذب ويرفض إقامة قواعد أجنبية في الجزائر
اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فرنسا بالكذب بشأن عدد الجزائريين المرشحين للترحيل من فرنسا، مشددا على رفض بلده القطعي إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي أمس الأحد، هاجم تبون بشدة تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، قال فيها إن الجزائر رفضت استقبال 7 آلاف من مواطنيها تقرر ترحيلهم من فرنسا.
ووصف تبون هذه التصريحات بـ"كذبة القرن"، مؤكدا أن قوائم المرشحين للترحيل من فرنسا إلى الجزائر لا تتجاوز 94 شخصا، وأن 16 منهم لن يدخلوا الجزائر بتاتا لارتباطهم بجماعات إرهابية، كما أنه لا عائلات لهم في الجزائر.
ولفت إلى أن الجزائر ترتبط باتفاقية تفضيلية للهجرة مع فرنسا وقعت عام 1968، وكان يجب على باريس أن تعامل بلده "معاملة خاصة"، مؤكدا أن عودة سفير بلده إلى فرنسا مرهونة بالاحترام الكامل للدولة الجزائرية.
وفي هذا السياق قال الرئيس الجزائري "على فرنسا أن تنسى بأن الجزائر كانت يوما ما مستعمرة، لأنها أصبحت الآن دولة قائمة بكل أركانها وجيشها القوي واقتصادها وشعبها الأبي".
وأشار تبون إلى أنه يتعين على فرنسا الاعتراف بجرائمها في الجزائر، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقر بذلك في وقت سابق قبل أن ينقلب ويشكك حتى في وجود دولة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
القواعد الأجنبية
وبخصوص طلب إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضي بلاده، قال تبون إن الجزائر "لن تسمح بذلك، فأرضنا مقدسة واحتراما لشهدائنا لن تكون هناك أي قواعد أجنبية عسكرية بها".
وحول مشاركة الجيش الجزائري في عمليات عسكرية خارج البلاد، قال تبون "سياستنا ألا ندخل المستنقعات، نحن لا نملك لفيفا بل جيشا شعبيا".
وتابع "لن نضحي بأفراد جيشنا مقابل المال كما يفعل المرتزقة، ولأي عملية مماثلة نحتاج موافقة جيشنا وممثليه عبر المجلس الشعبي الوطني (البرلمان)".
عدم التدخل
وعن الوضع في تونس، قال تبون إن الجزائر تلتزم بعدم التدخل في الشأن الداخلي التونسي، مضيفا أنه يشهد للرئيس التونسي قيس سعيد بأنه "وطني وديمقراطي".
وأضاف أن زيارة كانت مبرمجة سابقا لرئيس حركة النهضة والبرلمان المجمد راشد الغنوشي إلى الجزائر، من دون أن يكشف مصيرها.
انتخابات ليبيا
وبخصوص الانتخابات في ليبيا، قال تبون إن مقترح بلده هو تعاون دول الجوار مع الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات في ليبيا في كل منطقة على حدة، حتى لو استغرق الأمر شهرين، مذكرا بأن جيران ليبيا اقترحوا هذه الفكرة في أغسطس/آب الماضي.
من جهة أخرى، قال تبون إن بلاده لن تقبل أي وساطة مع المغرب، مشيرا إلى أن الجزائر لم يسبق لها المساس بالوحدة الترابية للمملكة التي تجنّت على السلامة الترابية للجزائر، وفق تعبيره.