الغارديان: شركة "إن إس أو" تعدّل برمجية "بيغاسوس" لمنع اختراق الهواتف البريطانية
لم يعد بإمكان مستخدمي برمجية التجسس الإسرائيلية "بيغاسوس" الاستعانة بها لاختراق الهواتف المسجلة في الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، فضلا عن بريطانيا.

نقلت صحيفة "الغادريان" (The Guardian) البريطانية عن مصادرها أن شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية أدخلت تعديلا على برمجية "بيغاسوس"، يمنع الدول التي تستخدمها من التجسس على الهواتف التي تنطلق من بريطانيا، وذلك عقب استخدام هذه البرمجية للتجسس على هواتف للأميرة هيا بنت الحسين ولمحاميتها البريطانية فيونا شاكلتون.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الشركة الإسرائيلية أجرت تحديثا سريعا يقضي بفرض قيود صارمة تمنع أي مستخدم لبيغاسوس من توظيفه لاختراق الهواتف المسجلة في بريطانيا، كما لم يعد بإمكان مستخدمي برمجية التجسس الإسرائيلية الاستعانة بها لاختراق الهواتف المسجلة في الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وجاء قرار الشركة الإسرائيلية بعدما خلصت المحكمة العليا في بريطانيا الأربعاء الماضي إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء وحاكم دبي، أصدر تعليماته بالتجسس على هواتف زوجته السابقة الأميرة هيا ومحاميتها وفريقها الأمني بواسطة برمجية "بيغاسوس"، وذلك على خلفية الدعوى القضائية المستمرة في لندن بين الأميرة هيا والشيخ محمد بن راشد بشأن كفالة طفليهما.
إلغاء عقد
وخلال جلسات الدعوى القضائية، استمعت المحكمة إلى أن شركة "إن إس أو" ألغت عقدها مع الإمارات لخرقها قواعدها بشأن استخدام نظام بيغاسوس، والذي يستخدم لجمع البيانات من الهواتف المحمولة لمجرمين أو إرهابيين مشتبه بهم. وقالت الشركة إنها أغلقت 6 أنظمة لعملاء سابقين بعقود تزيد قيمتها على 300 مليون دولار، ولم تذكر أي تفاصيل.
وكانت إدارة معرض الأمن الدولي في لندن أعلنت نهاية الشهر الماضي أن شركة "إن إس أو" لبرامج التجسس لن تعرض أو تروج لبرنامج بيغاسوس الذي ثبت استخدامه من قبل حكومات للتجسس على نشطاء ومعارضين.
وجاء هذا التأكيد بعد رسالة من منظمات حقوقية -بينها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا- إضافة إلى بعض الضحايا الذين طالبوا إدارة المعرض بسحب دعوتها للشركة الإسرائيلية.
وأشار الموقعون إلى الدور الذي لعبه برنامج التجسس في تيسير انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان جرت في الماضي ويمكن أن تتكرر مستقبلا، بحسب الرسالة.
تحقيق
وكان تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية ونشرت نتائجه في يوليو/تموز الماضي، كشف أن برنامج بيغاسوس للتجسس استخدم لاختراق هواتف صحفيين ومسؤولين وناشطين في أنحاء متفرقة من العالم.
واستند التحقيق -الذي أجرته وسائل إعلامية دولية بارزة، من بينها "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، و"زود دويتشه تسايتونغ" (Süddeutsche Zeitung) الألمانية، و"غارديان" (The Guardian) البريطانية، و"واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية- إلى قائمة حصلت عليها منظمتا "فوربيدن ستوريز" (Forbidden Stories) والعفو الدولية (Amnesty International).
وضمت القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال، وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية 37 هاتفا.
وفي يوليو/تموز الماضي، تم تسريب قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتف، يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم "إن إس أو" موضع اهتمام منذ 2016.