شبهها بمجزرة ماي لاي.. المحقق في مذبحة ساحة النسور ببغداد مشمئز من عفو ترامب عن مرتكبيها

سيارة مدمرة في موقع مذبحة بلاك ووتر في بغداد (الجزيرة)

قال المحقق بمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" (FBI) الذي أشرف على التحقيق في المجزرة التي ارتكبها عناصر من شركة "بلاك ووتر" (Blackwater) ببغداد عام 2007 وعفا الرئيس دونالد ترامب عن 4 منهم مؤخرا، إن ما حدث كان "مجزرة على غرار مجزرة ماي لاي في فيتنام".

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية، أعرب المحقق جون باتاريني في رسالة إلى صحيفة نيويورك تايمز عن اشمئزازه من عفو ترامب عن عناصر الشركة الذين أدينوا بارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها 14 مدنيا عراقيا -بينهم طفل عمره 9 سنوات- في ساحة النسور وسط بغداد عام 2007، وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة.

وقال باتاريني، "كنت عميل مكتب التحقيقات الفدرالي الذي قاد التحقيق في مذبحة بلاك ووتر في بغداد. وقد ذهبنا في الأصل إلى العراق ونحن نعتقد أن إطلاق النار يعود إلى أن بعض المدنيين الأبرياء وقعوا في تبادل لإطلاق النار بين حراس بلاك ووتر والثوار. ولكن بعد أسبوع واحد فقط، قررنا أن هذا الحادث لم يكن كما قدمه موظفو بلاك ووتر وأعوانهم في وزارة الخارجية، وإنما كان مذبحة على غرار ماي لاي في فيتنام".

ووقعت مجزرة ماي لاي في 16 مارس/آذار عام 1968 عندما طوّقت وحدة من الجيش الأميركي قرية ماي لاي بفيتنام وقتلت أكثر من 500 مدني -من بينهم أطفال ونساء ومسنون- وكان الملازم الذي أشرف على المذبحة، ويدعى وليام كالي، المدان الوحيد في المجزرة، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه خرج من السجن بعد 3 أيام إثر أمر الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بتخفيف عقوبته، وفقا لصحيفة غارديان البريطانية.

وكان ترامب، الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، قد أصدر قرارات عفو في جملة من القضايا التي اتُّهم فيها عناصر من القوات الأميركية أو أدينوا بارتكاب جرائم حرب.

وأدرج البيت الأبيض أسماء كل من نيكولاس سلاتن وبول سلاو وإيفان ليبرتي وداستن هيرد المدانين بقتل عراقيين عزل في مجزرة النسور ببغداد على قائمة العفو الرئاسي التي نشرها، وهي تنص أصلا على العفو عن 15 مدانا بالكامل وتخفيف عقوبة 5 آخرين.

وقال باتاريني إنه كان "ينبغي على الرئيس ترامب أن يطلب من الموظفين (بالبيت الأبيض) مراجعة أدلة المحاكمة التي أدت إلى الإدانات وقراءة آراء القضاة وبيانات الأحكام أو الاتصال بالمحققين الذين تولوا التحقيق في القضية"، وأضاف "أنا مشمئز للغاية من تصرفات الرئيس!".

المصدر : غارديان