أول لقاء منذ وقف الحرب في قره باغ.. مباحثات "بناءة" في موسكو بين علييف وباشينيان

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المباحثات الثلاثية التي جرت في موسكو الاثنين مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان كانت بناءة، مشيرا إلى توقيع الأطراف على بيان مشترك لمواصلة المفاوضات والتنمية في إقليم ناغورني قره باغ.
جاء ذلك عقب لقاء في موسكو هو الأول بين رئيس الوزراء الأرميني وعلييف منذ توقيع اتفاق لوقف العمليات القتالية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتوصّل باشينيان وعلييف خلال المحادثات التي شارك فيها بوتين، إلى إعلان مشترك توافقا فيه على مواصلة المفاوضات.
وينص الإعلان المشترك الذي نشره الموقع الإلكتروني للكرملين، على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية هدفها ضمان "استئناف التبادلات الاقتصادية والمواصلات في المنطقة". وينص كذلك على أن تعقد مجموعة الخبراء أول اجتماع لها قبل 30 يناير/كانون الثاني الحالي.
وأكد باشينيان الاثنين أن "مسائل كثيرة" لا تزال عالقة بين أرمينيا وأذربيجان في قره باغ، في حين اعتبر علييف أن النزاع قد انتهى وبات من الماضي.
وفي تصريحات بثها مباشرة التلفزيون الروسي، قال باشينيان "نجحنا في إرساء وقف لإطلاق النار، لكن مسائل كثيرة لا تزال تتطلّب حلا"، مبديا أسفه "لعدم تسوية قضية سجناء الحرب".

التفكير بالمستقبل
من جهته، أكد علييف أن الاتفاق طبّق "بنجاح"، وأنه "باستثناء حوادث صغيرة" ليس هناك "ما يدعو للقلق"، مضيفا "كل ذلك يجعلنا على ثقة بأن النزاع في قره باغ بات من الماضي وبأنه علينا التفكير بالمستقبل".
وكان اتفاق لوقف الاعمال القتالية وقّع في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برعاية موسكو قد وضع حدا لنزاع استمر 6 أسابيع بين باكو ويريفان، ومنح أذربيجان مكتسبات ميدانية في المنطقة الجبلية في القوقاز المتنازع عليها منذ عقود.
وانتشرت قوة حفظ سلام روسية تتألف من ألفي جندي في قره باغ كجزء من بنود الاتفاق. ولكن، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، هددت عدة حوادث دامية بين قوات قره باغ والجيش الأذربيجاني الاتفاق.
وأشار بوتين الاثنين إلى أن أكثر من 22 ألف عبوة ناسفة تم تفكيكها من قبل فرق إزالة الألغام الروسية منذ انتشارها. وأضاف أن موسكو نقلت 800 طن من مواد البناء إلى المنطقة.
وقال بوتين خلال محادثات الاثنين في موسكو إن "اتفاقياتنا الثلاثية تحقق تقدما تدريجيا، ونحن مقتنعون بأن هذا الأمر يهيّئ الظروف لحل كامل للنزاع على المدى الطويل".
وأضاف "الوضع الآن هادئ في المنطقة" مشيرًا إلى عودة 48 ألف لاجئ فروا من القتال إلى قره باغ منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأسفر تجدد القتال بين أيلول/سبتمبر ونوفمبر/تشرين الثاني عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، من بينهم عشرات المدنيين.