لوبوان: لن تثنيهم فضيحة ولا وباء.. مؤيدو ترامب سيتبعونه ولو إلى الجحيم

U.S. President Donald Trump delivers remarks at Basler Flight Service in Oshkosh, Wisconsin
الكاتب: مؤيدو ترامب سينتصرون له مهما كان شططه (رويترز)

في مقال بمجلة لوبوان Le Point الفرنسية قال الكاتب جيرار آرو إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يختلف عن باقي السياسيين، إذ إن ولاء مؤيديه له لا يتزحزع مهما ارتكب من أخطاء.

وفي هذا الصدد، نقل آرو عن مدير أحد مراكز الاستطلاعات في واشنطن قوله إنه مندهش منذ الحملة الانتخابية لعام 2016 من الولاء الاستثنائي الذي أبداه أنصار ترامب لمرشحهم، إذ أبدوا استعدادهم لدعمه حتى لو غادر الحزب الجمهوري، ومنذ ذلك الحين لم يتزعزع هذا التوجه، على حد قوله.

وقال الكاتب إنه لم ينجح أي رئيس أميركي منذ أن بدأت استطلاعات الرأي في الحفاظ على دعم ناخبيه مثلما فعل ترامب الذي يباهي بذلك أمام منافسيه بشكل منتظم.

وأضاف أن متابعة منحنى الرضا على سياسة أي رئيس عادة ما تكشف عن تأرجحه بين فترات صعود وهبوط حاد، وهو ما لم يحدث لترامب، حيث ظل هذا المنحنى مستقرا.

وبعبارة أخرى، فإن سلسلة الفضائح الطويلة التي طالته خلال السنوات الثلاث الماضية، والجدل والاستقالات وإجراءات الإقالة ووفاة جورج فلويد والكارثة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا لم يكن لها -وفقا للكاتب- أي تأثير يذكر على الناخبين الذين يبدو أنهم على استعداد للسير وراء رئيسهم حتى لو قادهم إلى الجحيم.

وهو ما عبر عنه ترامب نفسه حين قال خلال الحملة السابقة إنهم "سيصوتون لي حتى لو قتلت شخصا في الجادة الخامسة"، مما يعني أن ترامب استوعب أكثر من غيره طبيعة العلاقة بينه وبين أتباعه.

ولفت الكاتب إلى أن حضور أحد مهرجانات ترامب العامة الكبيرة التي عقدها طوال فترة ولايته قبل الوباء يكفي لملاحظة ما ذهب إليه، فقد ظل دائما يتصرف كما لو كان في حملة انتخابية دائمة، وقد سجلت مهرجاناته تلك في كل مرة حضورا شعبيا قياسيا، إلى درجة أن بقية الحشود بالخارج تتابع الاجتماع عبر شاشات كبيرة.

وقال إنه يقوم عادة في تلك الفعاليات بإلقاء خطب تستغرق ما بين ساعة وساعة ونصف، تكون كلها سلسلة من الأكاذيب والشتائم والنكات والاتهامات والشكاوى التي يثير بها حماس الجمهور، وعندما يطرح سؤالا على الحضور في نهاية الاجتماع بشأن انطباعاتهم فإنهم لا يشيدون بسياسة معينة، وإنما يشيرون عادة إلى مشاعر الحب التي يكنونها لرجل يتحدث مثلهم ويشاركهم قيمهم ويعبر عن آراء مماثلة لآرائهم.

ويقول الكاتب إن هذا الحماس ينتشر بين صفوف ناخبي ترامب حتى أن بعض الإنجيليين يدّعون أن الله أرسله لإنقاذ أميركا المسيحية، فقد أعلن أسقف كاثوليكي في تكساس مؤخرا أن معارضة ترامب للإجهاض كانت دافعا للتصويت لصالحه، والواقع -بحسب الكاتب- أن أميركا التي تشعر بالتهميش بسبب دينها أو أسلحتها ولون بشرتها أو أسلوب حياتها عثرت على هويتها في شخص رئيسها الحالي.

ويرى أن ترامب يعتبر أيضا الاستفاقة الأخيرة لبلد يشعر بأنه يختفي وينصهر في مناخ من اللامبالاة واحتقار النخب، ومن المفارقات أن التصويت لهذا الملياردير -دون قناعات أو وازع- يعتبر بمثابة تعبير عن مشاعر الحب لأميركا التقليدية والمسيحية والبيضاء والمحافظة.

ويختتم بأن هذا الحشد هو الذي أوصل ترامب إلى السلطة، وهو الذي سيصوت له مجددا وبالإصرار ذاته، لا شيء سيثني الناخبين عن ذلك، لا إحصائيات الوفيات الناجمة عن وباء كورونا ولا أبشع الحقائق التي كُشفت عن مرشحهم، حقائق كانت ستكون مدمرة بالنسبة لأي شخص آخر.

المصدر : الصحافة الفرنسية