ليلة من ريحة يناير.. هل كسر المصريون حاجز الخوف وانتقل الغضب للشارع؟

مظاهرات في المنيب جنوب القاهرة احتجاجا على مقتل شاب المصدر: مواقع التواصل
احتجاجات ضد الشرطة المصرية في منطقة المنيب جنوب القاهرة إثر مقتل شاب (مواقع التواصل)

"ليلة من ريحة يناير" بهذا الوصف تابع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر المظاهرات الليلية التي شهدتها محافظة الجيزة (غرب القاهرة) ضد الشرطة المصرية احتجاجا على مقتل شاب مساء أمس الاثنين.

وفي مظاهرة نادرة خرج المئات في منطقة المنيب تنديدا بمقتل الشاب "إسلام الاسترالي" متهمين الشرطة بقتله إثر تعرضه للضرب، ومرددين هتافات "الداخلية بلطجية"، ومؤكدين استمرارهم في الاحتجاج لحين الحصول على حق إسلام ومحاسبة من قتله.

في المقابل نفت مصادر أمنية تورّط قوات الشرطة في الحادث، مشيرة في خبر تم تعميمه على وسائل الإعلام إلى أن الشاب توفي نتيجة مشاجرة مع آخرين، بينما حضرت الشرطة لفض الاشتباكات، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله للمستشفى.

وتداول مغردون مقاطع مصورة للاحتجاجات الشعبية الليلية، وقال بعضهم إن المحتجين توجهوا لمحاصرة مركز الشرطة الذي حمّلوه المسؤولية عن مقتل الشاب.

وقارن بعضهم بين حادث مقتل الشاب إسلام وبين مقتل الناشط خالد سعيد على يد قوات الشرطة، الذي كان شرارة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وادعت الشرطة وقتها أنه مات بسبب ابتلاعه لفافة من مخدر البانجو.

إعلان

ولفت رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن تلك الاحتجاجات هي حصاد غضب متراكم في نفوس المصريين تجاه الممارسات القمعية للأجهزة الأمنية والشرطية، والتدهور المستمر في حقوق الإنسان، متعجبين من عدم تعلم الشرطة المصرية من درس ثورة يناير، حيث صب المصريون غضبهم من نظام الرئيس الراحل حسني مبارك على الشرطة التي كانت الهدف الأول للمتظاهرين.

كما اعتبر آخرون أن كسر المصريين حاجز الخوف من القمع الأمني والتظاهر في الشوارع هو نتيجة أيضا للتدهور المعيشي وارتفاع أسعار السلع والخدمات الرئيسية، في حين قال مغردون إن الغضب زاد اشتعاله بعد انتشار المقاطع المصورة لهدم المنازل في المدن والقرى بدعوى أنها مخالفة لاشتراطات البناء، تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

واعتبر آخرون أن ما حدث المنيب هو شرارة لثورة جديدة ينتظرها المصريون بسبب تدهور معيشتهم وانصراف نظام السيسي عن أولوياتهم لصالح سياسات لم تساهم في حل أزماتهم المتراكمة، بل زادت من حدتها.

وحذر البعض من أن الثورة الجديدة لن تكون هادئة على غرار ثورة يناير، حيث لن يكون هناك سياسيون يقودون الجماهير، بل ستكون تحركات شعبية غاضبة تأتي دون توجيه من أحد.

ودعا نشطاء المعارضة المصرية لاستثمار هذا الغضب المتصاعد في بلورة خطاب سياسي يحقق أحلام المصريين في التخلص من الانقلاب العسكري، والعودة إلى أهداف ثورة يناير.

"مش عايزينك"

ويأتي ذلك في وقت تصدر فيه وسم (#مش_عايزينك_ونازل_20_سبتمبر) مواقع التواصل للأسبوع الثاني على التوالي، حيث دعا نشطاء إلى التظاهر في الذكرى الأولى لمظاهرات 20 سبتمبر/أيلول 2019، التي سببت إحراجا بالغا لنظام السيسي.

إعلان

وشهد الأسبوع تصاعد غضب المصريين والدعوة لمظاهرات جديدة، في ظل استمرار التدهور الاقتصادي وانتهاكات حقوق الإنسان، وانعكس ذلك على مواقع التواصل حيث تصدر وسم "مش عايزينك" طوال الأسبوع، وذلك ردا على تصريحات سابقة للسيسي قال فيها إنه مستعد للرحيل إذا طلب المصريون منه ذلك.

وأمس الاثنين تصدر وسم "اغضب يا مصري" مواقع التواصل، حيث شارك آلاف المغردين بأسباب تصاعد الغضب من السيسي ونظامه، مؤكدين أن الشعب المصري في أعلى درجات الغضب حاليا في ظل إصرار النظام على التوسع في سياسة هدم المنازل بدعوى أنها مخالفة للقانون.

ويبدو أن احتجاجات المنيب أمس بثت المزيد من الحماس بين المغردين، مما دفعهم إلى تصاعد مطالبهم برحيل السيسي ونظامه، ودعوة الجيش المصري لمساندة تلك المطالب، وأعطت الأمل في إمكانية تحرك المصريين من جديد وكسر حاجز الخوف.

إعلان
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان