ليلة من ريحة يناير.. هل كسر المصريون حاجز الخوف وانتقل الغضب للشارع؟

"ليلة من ريحة يناير" بهذا الوصف تابع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر المظاهرات الليلية التي شهدتها محافظة الجيزة (غرب القاهرة) ضد الشرطة المصرية احتجاجا على مقتل شاب مساء أمس الاثنين.
وفي مظاهرة نادرة خرج المئات في منطقة المنيب تنديدا بمقتل الشاب "إسلام الاسترالي" متهمين الشرطة بقتله إثر تعرضه للضرب، ومرددين هتافات "الداخلية بلطجية"، ومؤكدين استمرارهم في الاحتجاج لحين الحصول على حق إسلام ومحاسبة من قتله.
في المقابل نفت مصادر أمنية تورّط قوات الشرطة في الحادث، مشيرة في خبر تم تعميمه على وسائل الإعلام إلى أن الشاب توفي نتيجة مشاجرة مع آخرين، بينما حضرت الشرطة لفض الاشتباكات، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله للمستشفى.
وتداول مغردون مقاطع مصورة للاحتجاجات الشعبية الليلية، وقال بعضهم إن المحتجين توجهوا لمحاصرة مركز الشرطة الذي حمّلوه المسؤولية عن مقتل الشاب.
وقارن بعضهم بين حادث مقتل الشاب إسلام وبين مقتل الناشط خالد سعيد على يد قوات الشرطة، الذي كان شرارة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وادعت الشرطة وقتها أنه مات بسبب ابتلاعه لفافة من مخدر البانجو.
مظاهرات غاضبة للأهالي أمام نقطة شرطة «#المنيب» بمحافظة #الجيزة؛ احتجاجًا على مقتل شاب يدعى «إسلام الإسترالي» على يد ضابط شرطة pic.twitter.com/jSfeoBpjjy
— شبكة رصد (@RassdNewsN) September 7, 2020
يا جماعة ما حدث في المنيب يعتبر شرارة مناسبة جدا
للبدء منها ، والمطلوب على وجه السرعة أن يتولاها
قادة ميدانيين لتسييس الأزمة وإطلاق شعارات ضد حكم
العسكر والسيسي والعبودية ، لأن الأهالي حتهتف
ضد قسم الشرطة والضابط البائس الذي لا يعني شئ
مطلوب من ثوار القاهرة سرعة التوجه للمنيب— جمال عبد العظيم (@xbg_l) September 7, 2020
ولفت رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن تلك الاحتجاجات هي حصاد غضب متراكم في نفوس المصريين تجاه الممارسات القمعية للأجهزة الأمنية والشرطية، والتدهور المستمر في حقوق الإنسان، متعجبين من عدم تعلم الشرطة المصرية من درس ثورة يناير، حيث صب المصريون غضبهم من نظام الرئيس الراحل حسني مبارك على الشرطة التي كانت الهدف الأول للمتظاهرين.
كما اعتبر آخرون أن كسر المصريين حاجز الخوف من القمع الأمني والتظاهر في الشوارع هو نتيجة أيضا للتدهور المعيشي وارتفاع أسعار السلع والخدمات الرئيسية، في حين قال مغردون إن الغضب زاد اشتعاله بعد انتشار المقاطع المصورة لهدم المنازل في المدن والقرى بدعوى أنها مخالفة لاشتراطات البناء، تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
#المنيب الان
مدير الأمن راح والدنيا والعه بسبب قتل شاب داخل قسم الشرطة
لعلها الشرارة
اللي من المنيب وما حولها يضم علي اخواتهم#انزل_20_سبتمبر#اغضب_يا_مصري pic.twitter.com/Bo4ATghZoa— المعلم داغر (@officialhta2522) September 7, 2020
واعتبر آخرون أن ما حدث المنيب هو شرارة لثورة جديدة ينتظرها المصريون بسبب تدهور معيشتهم وانصراف نظام السيسي عن أولوياتهم لصالح سياسات لم تساهم في حل أزماتهم المتراكمة، بل زادت من حدتها.
وحذر البعض من أن الثورة الجديدة لن تكون هادئة على غرار ثورة يناير، حيث لن يكون هناك سياسيون يقودون الجماهير، بل ستكون تحركات شعبية غاضبة تأتي دون توجيه من أحد.
ودعا نشطاء المعارضة المصرية لاستثمار هذا الغضب المتصاعد في بلورة خطاب سياسي يحقق أحلام المصريين في التخلص من الانقلاب العسكري، والعودة إلى أهداف ثورة يناير.
"مش عايزينك"
ويأتي ذلك في وقت تصدر فيه وسم (#مش_عايزينك_ونازل_20_سبتمبر) مواقع التواصل للأسبوع الثاني على التوالي، حيث دعا نشطاء إلى التظاهر في الذكرى الأولى لمظاهرات 20 سبتمبر/أيلول 2019، التي سببت إحراجا بالغا لنظام السيسي.
وشهد الأسبوع تصاعد غضب المصريين والدعوة لمظاهرات جديدة، في ظل استمرار التدهور الاقتصادي وانتهاكات حقوق الإنسان، وانعكس ذلك على مواقع التواصل حيث تصدر وسم "مش عايزينك" طوال الأسبوع، وذلك ردا على تصريحات سابقة للسيسي قال فيها إنه مستعد للرحيل إذا طلب المصريون منه ذلك.
وأمس الاثنين تصدر وسم "اغضب يا مصري" مواقع التواصل، حيث شارك آلاف المغردين بأسباب تصاعد الغضب من السيسي ونظامه، مؤكدين أن الشعب المصري في أعلى درجات الغضب حاليا في ظل إصرار النظام على التوسع في سياسة هدم المنازل بدعوى أنها مخالفة للقانون.
ويبدو أن احتجاجات المنيب أمس بثت المزيد من الحماس بين المغردين، مما دفعهم إلى تصاعد مطالبهم برحيل السيسي ونظامه، ودعوة الجيش المصري لمساندة تلك المطالب، وأعطت الأمل في إمكانية تحرك المصريين من جديد وكسر حاجز الخوف.
ان شاء الله كلنا مع بعض ايد واحده هنخلع الحرامي كاره مصر وشعبها وننقذ بلدنا مع بعض ونرجع كرامتنا امام العالم ونمحي اسوء نظام مر في تاريخ مصر هتك عرض نساءنا وبناتنا وتركهم فريسه لكلاب الداخليه وباع الأرض وفرط فى ثروات مصر وجعلها مديونه#مش_عايزينك_ونازل_20_سبتمبر pic.twitter.com/Sdqg3VTKuG
— Mohamed Ali | محمد علي (@Moaliofficial_) September 8, 2020
إذا التزمتم الصمت فهذه البلدوزرات التي تهدم بيوتكم ومساجدكم ستتجه قبل أن تبرد محركاتها نحو الغردقة وشرم الشيخ وستجعل أكثرها قاعا صفصفا قبل أن يسلمها لمحمد بن سلمان.. سيهدمها حتى على حسابكم.. فأخرجوا فسيهوي هذا الخسيس أسرع من سقوط مئذنة هدمها.#مش_عايزينك_ونازل_20_سبتمبر
— محمد الوليدي (@mohdalwalidi) September 8, 2020
قبل 24 ساعة من المنظر ده… مين كان متوقع ان الشرطة تخضع
اكسر الخوف#مش_عايزينك_ونازل_20_سبتمبر pic.twitter.com/8CL5BnAsUW— Hodaifa Barchin (@HBarchin) September 8, 2020