واشنطن تحث الطرفين على التوقف فورا.. عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان

قتل 16 عسكريا على الأقل والعديد من المدنيين وجرح العشرات في المواجهات الدائرة بين قوات أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، في حين حثت واشنطن الطرفين على وقف الأعمال العدائية فورا.

وقالت سلطات الإدارة الأرمينية الانفصالية المسماة جمهورية "ناغورني قره باغ" إن 16 عنصرا من قواتها قتلوا وجرح أكثر من 100 جراء قصف جوي ومدفعي للقوات الأذرية في صباح يوم الأحد على مناطق في الإقليم المتنازع عليه.

وأعلن الجانبان سقوط ضحايا من المدنيين والعسكريين، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية إن قوات الإقليم "قتلت نحو 200 جندي أذري، ودمرت 30 مربض مدفعية للعدو و20 طائرة مسيرة".

وذكر مكتب الادعاء العام في أذربيجان أن 5 من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي شنته القوات الأرمينية.

والاشتباكات، التي تتبادل أذربيجان وأرمينيا الاتهام بالمسؤولية عن البدء بها، هي أعنف اشتباكات بينهما منذ 2016 في ناغورني قره باغ، التي تقع داخل الأراضي الأذرية ولكن تعيش فيها أغلبية أرمينية، مما يجدد المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

Arayik Harutyunyan, leader of the region of Nagorno-Karabakh, attends a news conference in Stepanakert
رئيس ما يسمى بجمهورية إقليم ناغورني قره باغ اعترف بسيطرة أذربيجان على مناطق بالإقليم (رويترز)

سيطرة أرذبيجان

وقال مراسل الجزيرة إن أرايك أرتونيان رئيس جمهورية ناغورني قره باغ غيرِ المعترف بها اعترف بسيطرة أذربيجان على بعض المواقع في الإقليم. وقالت أذربيجان إنها سيطرت على ما يبلغ 7 قرى، غير أن سلطات الإقليم نفت ذلك. وقالت سلطات باكو إنها سيطرت على جبل موروفداغ، وهو منطقة إستراتيجية بين أرمينيا والإقليم.

وكان البرلمان الأذري صادق في وقت سابق الأحد على إعلان حالة الحرب في بعض المدن والمناطق إثر اشتباكات حدودية مع أرمينيا، وفرض البرلمان الأحكام العرفية في مناطق الاشتباكات.

وأعلن رئيس ما يسمى "جمهورية ناغورني قره باغ" حالة الحرب والتعبئة العامة في جميع أراضي الإقليم. وقال خلال جلسة طارئة للبرلمان في عاصمة الإقليم ستيباناكرت (خانكندي بحسب تسميتها الأذرية) إنه قرر إعلان الأحكام العرفية وتعبئة جميع الذكور القادرين على الخدمة العسكرية ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاما.

وبينما اتهمت وزارة الدفاع الأذرية في بيان الجيش الأرمني بأنه هو من بدأ "عملية استفزاز واسعة النطاق في ساعات الصباح الأولى عبر إطلاق النيران بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ضد مواقع أذرية عسكرية ومدنية"، قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إن أذربيجان أعلنت الحرب على شعبه، محذرا من أنه لا يستبعد أن يتجاوز التصعيد في الإقليم المتنازع عليه حدود المنطقة، ويهدد الأمن الدولي.

وانتقد باشينيان تركيا التي تدعم أذربيجان في هذا النزاع القديم، وقال إن "سلوك تركيا محفوف بعواقب مدمرة على جنوب القوقاز"، وحث المسؤول الأرميني المجتمع الدولي على ضمان عدم تدخل أنقرة في النزاع الدائر بين باكو ويريفان حول إقليم ناغورني قره باغ منذ عام 1991.

مساع دولية

ولتفادي تفاقم الاشتباكات إلى حرب شاملة بين الطرفين، تتسارع الدعوات والاتصالات الدولية لتهدئة التصعيد العسكري في إقليم ناغورني قره باغ.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده ستسعى إلى وقف أعمال العنف التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان.

وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مساء الأحد "لدينا قدر كبير من العلاقات الجيدة في هذا المجال. سنرى ما إذا كان بإمكاننا وقفه".

وقد حثت الخارجية الأميركية الطرفين  على "وقف الأعمال العدائية فورا".

واتصل ستيفن بيغان مساعد وزير الخارجية الأميركي بالطرفين من أجل "حضّهما على وقف الأعمال العدائية فورا، واستخدام قنوات التواصل المباشر القائمة لتجنّب مزيد من التصعيد، وتجنّب المواقف والأفعال غير المفيدة"، وفق بيان للخارجية الأميركية.

وجاء في بيان الخارجية الأميركية "تعتبر الولايات المتحدة أن مشاركة جهات خارجية في العنف المتصاعد ستكون غير مفيدة ولن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات الإقليمية".

إيران تعرض التوسط
ومن جانبه،  قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه بحث هاتفيا مع نظيره الأذري جيهون بيراموف أهمية وقف المعارك في ناغورني قره باغ والتوجهِ للحوار مع أرمينيا، وأبدى ظريف استعداد طهران للتوسط بين الطرفين المتحاربين.

وقالت تركيا إنها تجري محادثات مع أعضاء مجموعة مينسك التي تقوم بدور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وتتشارك رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وكانت مجموعة مينسك، وهي تابعة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد نجحت في التوسط بين أرذبيجان وأرمينيا ليوقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في العام 1994 في الإقليم المتنازع عليه، غير أن الاشتباكات وقعت منذ ذلك الحين بشكل متقطع.

كما طالبت اللأمم المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه، وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوتر الحالي مع نظيره الأرميني، داعيا إلى "وضع حد للأعمال العدائية".

وطالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) أرمينيا وأذربيجان بالوقف الفوري للأعمال العدائية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وأكد جيمس أباتوراي الممثل الخاص للأمين العام للحلف في القوقاز ووسط آسيا أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، وحث الأطراف على استئناف المفاوضات من أجل التوصل لتسوية سلمية للنزاع.

وأذربيجان وأرمينيا على خلاف منذ وقت طويل بسبب إقليم ناغورني قره باغ الذي تقطنه أغلبية من أبناء عرق الأرمن في أذربيجان، والذي أعلن انفصاله عام 1991. وفي عام 1994 اتفق البلدان على وقف إطلاق النار، إلا أنهما يتبادلان من حين لآخر الاتهامات بشن هجمات. وتعد مشكلة الإقليم من أطول وأعقد الأزمات التي تفجرت في مناطق الاتحاد السوفياتي إثر انهياره عام 1991.

المصدر : الجزيرة + وكالات