لوفيغارو: قانون الانفصالية.. مسلمو فرنسا يخشون من مناخ الريبة

Three women wearing the Islamic veil took to the streets in central Paris 21 December 2003, as they joined a protest march upon call of Muslims organizations in France to protest against the French government ' decision to ban the Islamic headscarves in schools, hospitals and public buildings.   AFP   PHOTO   PHILIPPE DESMAZES
مسلمو فرنسا يؤكدون دوما أنهم جزء من المجتمع الفرنسي (الفرنسية).

قالت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية إن المسلمين في فرنسا يراقبون عن كثب مشروع قانون "الانفصالية" المرتقب، ويتساءلون عن محتواه، ويدينون الغموض الذي يكتنف مفهوم "الانفصالية" نفسه.

وأوضحت الصحيفة أن عميد الجامع الكبير بباريس الجديد، المحامي المحترف شمس الدين حافظ، حذر من أن يكون مشروع قانون "الانفصالية" مجرد مسألة موضوع انتخابي، لا قانونا مهما يجعل المسلمين أيضا يشعرون بالحماية من الانتهاكات في ظله.

ورفض عميد الجامع "الخلط بين الإسلاميين والإسلام السياسي ومجموع المسلمين في فرنسا الذين يمارسون إسلاما سلميا في إطار جمهوري غير قابل للنقاش"، كما أوضح خلال استقباله وزير الداخلية جيرالد دارمانين في المسجد الكبير بباريس أن "المسلمين لا يستطيعون ولا يريدون أن يكونوا رهائن لوضع الأقلية الواقعة في فخ الطائفية، والتي تعزز الانعزال المجتمعي".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المسؤول المسلم عرف نفسه بأنه "خصم لأولئك الذين يسعون لتحويل المسلمين إلى كبش فداء" وفي نفس الوقت "حليف كل من يريدون حقا محاربة التشدد الإسلامي".

وتساءل رئيس الوزراء جان كاستكس عن قانون الانفصالية قائلا "أي قانون؟"، عندما استقبل رسميا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وأشار إلى وزارة الداخلية، نظرا لكون الحديث عن مشروع القانون سابق لأوانه؛ لأنه لم يجر حوله إلا قليل من النقاش.

نقاش محتدم

غير أن وزير الداخلية أعلن في مسجد باريس أن مشروع القانون لن يبدأ إلا في 26 سبتمبر/أيلول، على أساس "الخطوط الرئيسية التي وضعها رئيس الجمهورية"، وأن مشاورة الهيئات الدينية من أجل مناقشة برلمانية تنتهي نهاية عام 2021".

وأوضح الوزير مطمئنا "لم تتم صياغة أي شيء بعد، وأمامنا عام كامل من المشاورات"، وهو ما يمكن المسلمين -حسب الصحيفة- من الحكم بصورة مباشرة على مشروع القانون.

إلا ان رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموسوي بقي حذرا بشأن النقاش الذي يحتدما الآن، قائلا "لا يمكننا مناقشة أمر افتراضي.. نحن ننتظر النص الرسمي قبل أن نعبر عن أنفسنا"، وعبر عن وقوفه "ضد المحاكمة المسبقة للمسلمين بخلط الدين بالسياسة في الوقت الذي نمارس فيه ديننا محترمين قوانين الجمهورية".

وفي ليون، قال عميد المسجد كامل قبطان إنه "قلق من مناخ عدم الثقة هذا.. مفهوم الانفصالية هذا يزعجني كثيرا، فمن ذا الذي يفصل؟ بالتأكيد ليس المسلمون الذين يسعون للاندماج.. إنهم يودون خلق صراع دائم مع المسلمين، أنا قلق من عواقب قانون يتحدث عن الإكراه أكثر من الإدماج".

المصدر : لوفيغارو