طالبت برحيل السيسي.. مظاهرات غاضبة في مدن وقرى مصرية والأمن يتدخل لتفريقها

خرجت مظاهرات احتجاجية في مدن وقرى مصرية، من الإسكندرية شمالا وحتى أسوان جنوبا، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم حالة الاستنفار الأمني التي استبقت الدعوات لخروج الاحتجاجات.

وتظاهر محتجون في حي البساتين وسط العاصمة القاهرة مرددين هتافات تطالب برحيل السيسي، لكن حشودا أمنية تصدت لهم مطلقة الغاز المدمع والخرطوش لتفريقهم.

وفي وقت سابق فضت قوات الأمن مظاهرة في قرية الكُدَّاية بمحافظة الجيزة. وقالت مصادر محلية إن الأمن المصري هاجم القرية، وأطلق الأعيرة النارية والغاز لتفريق المتظاهرين.

وأظهرت مقاطع مصورة إقدام المتظاهرين على تحطيم إحدى سيارات الشرطة وسط تشجيع من الأهالي الحاضرين، على الرغم من تصدي الشرطة لهم. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو السيسي إلى الرحيل.

 

وشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من قرية الدميسي بمركز الصف في محافظة الجيزة، تظهر قطع الأهالي الطريق عن طريق إشعال إطارات السيارات ووضع عراقيل. وهتف الأهالي "ارحل يا سيسي" و"مش عاوزينه".

كما نشر نشطاء مقاطع فيديو قالوا إنها لمظاهرات بجزيرة الوراق في محافظة الجيزة، تطالب برحيل السيسي.

مظاهرات بالإسكندرية والقليوبية وأسوان

وقالت مصادر للجزيرة إن الأمن المصري فض بالغاز المدمع والخرطوش مظاهرة في المعمورة بالإسكندرية.

وكذلك نشر ناشطون مقاطع فيديو لمظاهرة أخرى في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث هتف المتظاهرون "قول ما تخافشي السيسي لازم يمشي".

وفي محافظة أسوان جنوبي البلاد خرجت أيضا مظاهرات تطالب برحيل السيسي، وذلك في منطقتي الخزان وغرب سهيل.

وأظهرت مقاطع فيديو مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في منطقة الخزان، أطلقت فيها قنابل الغاز المدمع.

وجاءت المظاهرات بعد دعوات للاحتجاج أطلقها رجل الأعمال المصري المقيم في الخارج محمد علي، وتبناها عدد كبير من قوى المعارضة المصرية.

رسالة جديدة من محمد علي

وظهر محمد علي في بث حي عبر موقع فيسبوك في وقت متأخر من مساء الأحد، حيث أشاد باستجابة المتظاهرين لدعوات الاحتجاج ودعاهم للبقاء في الشوارع حتى رحيل السيسي، كما حث سائقي الشاحنات والحافلات الصغيرة على النزول بسياراتهم للمشاركة مع المتظاهرين.

وتساءل علي أين السيسي والمتحدث باسم الرئاسة مما يجري؟ مؤكدا أن الرئيس خائف من هذا الغضب الشعبي، كما انتقد الإعلام الموالي للسلطة في مصر، وقال إنه يسعى لبث الفتنة في صفوف المعارضين.

عفو رئاسي

في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية مصرية أن السيسي أصدر قرارا بالعفو عن باقي العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد القوات المسلحة الذي يوافق 6 أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وكانت مصادر معارضة قد تحدثت عن تقرير مخابراتي قُدّم للسيسي تحدث عن تنامي حالة الغضب وسط الشارع، واقترح إجراءات عدة منها: وقف هدم المنازل بدعوى مخالفتها اشتراطات الترخيص، ووقف رفع الأسعار، والقيام بمبادرات على غرار إطلاق بعض المسجونين.

استنفار أمني

وقد استبقت أجهزة الأمن هذه الاحتجاجات بشن حملة اعتقالات شملت رموزا سياسية، من بينهم المفكر السياسي اليساري أمين المهدي وعدد من النشطاء، ولا سيما في مدينة السويس شرقي البلاد.

كما شنت وسائل إعلام موالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر، واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة.

ودشن الإعلام المصري وسوما (هاشتاغات) مضادة تدعو الرئيس المصري للبقاء في السلطة، وذلك للرد على وسوم أطلقتها المعارضة تدعوه للرحيل.

وكان محمد علي قد توقع استجابة واسعة في الشارع المصري لدعوات التظاهر يوم الأحد التي أطلقها احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.

وقال إن السنة التي انقضت منذ دعوته الأولى للتظاهر في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، شهدت تطورات في سياسات السيسي منحت المصريين عزما وشجاعة أكبر على الاحتجاج، آخرها قراره بهدم البيوت المخالفة.

المصدر : الجزيرة + وكالات