لبنان.. كيف عاش الناجون لحظات ما بعد كارثة بيروت؟

A view shows damaged vehicles following Tuesday's blast in Beirut's port area, Lebanon August 7, 2020. REUTERS/Aziz Taher
الانفجار خلف دمارا هائلا بالمباني والممتلكات (غيتي)

ما تزال مشاعر الصدمة والحسرة والغضب تغلب على قسمات وجوه الناجين من انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، والذي أودى بحياة 149 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح، إضافة إلى دمار هائل في المرافق والمنشآت والمنازل امتدت على كيلومترات من مكان الانفجار التي شبهه كثيرون بانفجار مدينة هيروشيما اليابانية إبان آخر الحرب العالمية الثانية.

وتقول جورجيت كنعان (50 عاما) من حي مار مخايل المجاور لمنطقة مرفأ بيروت إنها ظنت في اللحظات الأولى للانفجار بأنها أصوات إطلاق رصاص، فنهضت سريعا لتتقصى الأمر، وما أن وصلت للنافذة حتى سمعت صوت انفجار رهيب، فسقطت الستائر وتناثر زجاج النافذة في وجهها. وتضيف "لم يخطر ببالي في هذه اللحظة سوى ابني. قاومت الصدمة وسارعت لمعانقته، وما هي إلا لحظات وكثافة الدخان الأسود منعتنا من رؤية بعضنا. لكني تشبثت به خوفا من مصير غامض".

وتتابع المواطنة الخمسينية حديثها بأنه عندما وصلت ابنتها إلى منزلها بإحدى القرى، وعلمت بقوة الانفجار، لم تتوقع أن تخرج أمها وأخوها أحياء، وتردف وهي تبكي أنه رغم الفرحة بالنجاة فإن الشعور بالحسرة لا يكاد يفارقها.

صوت طيران
في الوقت الذي كانت فيه ليلى مراد (40 عاما، صاحبة متجر) تساعد أحد زبائنها على اختيار أدوات منزلية وقع الانفجار المدمر، والذي قيل إنه "هدم الدنيا فوق رؤوسنا" وتضيف المواطنة "سبق وقوع الانفجار سماع صوت طيران، ما هي إلا ثوان معدودة حتى تحطم كل شيء وانطفأت الأنوار. وتختتم المواطنة شهادتها بالقول "إصابتي طفيفة بالمقارنة لمئات الجرحى، أنقذت بأعجوبة، الحمد لله على النجاة".

وفي الوقت الذي عم الدمار والخراب مناطق واسعة من بيروت، لم يخطر ببال الثلاثيني جورج خوري سوى إنقاذ عائلته المقيمة في محيط المرفأ، ويقول "حاولت في البداية الاتصال بأهلي، لكن جميع الخطوط كانت مقطوعة. فسارعت إليهم لكن حجم الدمار وجثامين القتلى حالوا دون وصولي في البداية. الصدمة كانت كبيرة جدا".

ويقول خوري، الذي أصبح منزله بلا جدران جراء الانفجار، إنه أنقذ أهله من تحت الأنقاض، وقد ساعد بعض الناس على نقل ذويه إلى المستشفى وهم حالة حرجة، ويضيف "والدي لا يزال في غرفة العناية المركزة، في حين تحسنت صحة والدتي".

ويضيف الشاب البيروتي باكيا "اتخرب بيتنا، ولم يكن أمامنا سوى نصب الخيام والنوم في الشارع".

وفي مسعى للتخفيف عن منكوبي انفجار المرفأ، أطلقت جمعية "غرين أورينت" (green orien) اللبنانية (غير حكومية) مبادرة بعنوان "بيروت لا تموت" لدعم ومساندة ضحايا الانفجار، وتقول رانيا كنعان، وهي متطوعة بالجمعية "الرسالة الإنسانية وحب بيروت دفعنا للحضور لمساندة الضحايا، نتعاون لرفع الأنقاض وإنقاذ الجرحى. رحم الله شهداء الوطن".

المصدر : وكالة الأناضول