مقال بنيويورك تايمز: المذبحة التي أججت العنصرية في أميركا

جاء في مقال بصحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) أن المذبحة التي حدثت في 13 أبريل/نيسان 1873 في بلدة كولفاكس بولاية لويزيانا -التي راح ضحيتها 150 من السود- لا تزال أصداؤها تتردد حتى اليوم في الولايات المتحدة.
واستهلت الصحيفة مقالها الذي كتبه وليام بريغز أستاذ الرياضيات الفخري بجامعة كولورادو، وجون كراكوير مؤلف العديد من الكتب بسرد بعض حيثيات المذبحة وتداعياتها.
فظائع تاريخية
يقول الكاتبان إنه بُعيد مغرب عيد الفصح -الذي صادف يوم الأحد 13 أبريل/نيسان 1873- رسا زورق على شاطئ بلدة كولفاكس، وهي مستوطنة متهالكة تحيط بها مزارع القطن على الضفة الشرقية من النهر الأحمر، كانت السماء تمطر، وعندما نزل الركاب من الزورق وقد أرخى الليل سدوله زلت أقدامهم بأجسام اكتشفوا بعدها أنها كانت جثثا لأميركيين من أصول أفريقية تحرروا من ربقة العبودية قبل 8 أعوام من انتهاء الحرب الأهلية الأميركية.
كان معظم الموتى منكفئين على وجوههم بين الأعشاب بعد أن أصيبوا بعدة رصاصات، وتعرض البعض للضرب أو جرى التمثيل بجثثهم، والآخرون أحرقوا حتى الموت.
وبينما احتدم الجدل بين الأميركيين بشأن جدوى هدم النصب التذكارية للآباء المؤسسين للولايات المتحدة ظل نصب واحد للرجال الذين ذبحوا الأميركيين السود في كولفاكس قبل 147 عاما منتصبا دون ملاحظة أو اعتراض من أحد.
وعلى بعد مربعين سكنيين من الشارع الرئيسي بني نصب على شكل حجر من الرخام طويل مستطيل ومسنن على شكل إبرة على ارتفاع 12 قدما يقف شاهدا على مقبرة كولفاكس، وقد نقشت في قاعدته عبارة تقول إنه "نصب إحياء لذكرى الأبطال الذين سقطوا في أعمال شغب كولفاكس وهم يقاتلون من أجل تفوق العرق الأبيض".
تزوير التاريخ
وفي الجهة الشمالية حيث يقع المبنى الإداري الحالي لمقاطعة أبرشية غرانت التي تتبع لها بلدة كولفاكس هناك معلم تاريخي كتب عليه "في هذا المكان وقعت أعمال الشغب في كولفاكس، حيث ذبح 3 رجال بيض و150 زنجيا".
وبحسب المقال، فإن تلك النصب التذكارية لمرتكبي القتل الجماعي "مزعجة بما فيه الكفاية في حد ذاتها"، إلا أن تأثير مذبحة كولفاكس امتد إلى أبعد من حدود هذه البلدة الصغيرة.
ولعل الشعور بالضرر الذي أحدثته المذبحة لا يزال ماثلا بشدة في كل أرجاء الولايات المتحدة، وإن المأساة يجب ألا تنسى، على حد تعبير كاتبي المقال.
أصداء الماضي حاضرة بقوة
ويرى الكاتبان أنه يمكن رسم خط مستقيم يربط بين ما جرى في كولفاكس وأحداث الشغب التي وقعت في إيست سانت لويس عام 1917، وفي أوماها بولاية شيكاغو ومدن أميركية أخرى بعد ذلك بعامين.
أضف إلى ذلك الجرائم البشعة التي اقترفت في مذبحة سباق تولسا بولاية أوكلاهوما عام 1921 عندما هاجمت حشود من البيض السكان، والأعمال الوحشية التي ارتكبت بحق الأميركيين السود في مدينتي سيلما وبرمنغهام بولاية ألاباما في ستينيات القرن الماضي،
ويستمر الأمر إلى الأحداث التي وقعت في وقتنا الحاضر والتي تمثلت في عنف الشرطة والمتطرفين البيض في مدن فيرغسون بولاية ميسوري، وشارلوتسفيل في فرجينيا، والآن في كينوشا بولاية ويسكونسن، والمحاولات المفضوحة لعرقلة تصويت السود في انتخابات الرئاسة لعام 2020.
"ولكي لا ننسى أن مزاعم تفوق العرق الأبيض والظلم العنصري لا تزال آفة مستوطنة في أميركا فنحن بحاجة إلى أن نتذكر (مذبحة) كوفالكس والضرر المستمر الذي ألحقته بالشعب الأميركي".