بلومبيرغ: سكتت المدافع في ليبيا فهل يعود نظام القذافي للسلطة؟

أفادت وكالة بلومبيرغ Bloomberg الأميركية للأنباء أن مدينة سرت الواقعة في منتصف الساحل الليبي المطل على البحر الأبيض المتوسط، باتت بؤرة لحركة شعبية تسعى لعودة نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وذكرت الوكالة في تقرير إخباري أن المئات من أنصار النظام السابق ظلوا منذ 20 أغسطس/آب الجاري يتظاهرون في شوارع سرت، المدينة التي شهدت مولد القذافي ثم مصرعه بعد 69 عاما إبان ثورة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011.
ويعكس حجم المشاركة في التظاهرات كيف أن 9 سنوات من الفوضى تركت البلاد في حالة يرثى لها حيث أُغلقت حقول النفط وعانت المدن من انقطاع الكهرباء، مما جعل بعض الليبيين يتوقون لاستعادة عهد اتسم بالاستقرار النسبي.
وتقول بلومبيرغ إن سيف الإسلام، ثاني أكبر أبناء القذافي والموجود في مكان ما بليبيا، يتحين الفرصة لاستعادة نظام والده، وتجدر الإشارة إلى أن سيف الإسلام نفسه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة الضلوع في قمع الاحتجاجات إبان الانتفاضة التي انتهت بالإطاحة بنظام والده.
ونقلت الوكالة عن معاونين لسيف الإسلام قولهم إن نجل القذافي ظل يعمل بنشاط استعدادا للعودة إلى السلطة، ومن بين أولوياته الضغط من أجل الإفراج عن إخوته والمسؤولين في عهد القذافي القابعين في السجون، بحسب أشرف عبد الفتاح، الذي يقود الحملة من أجل عودة النظام القديم.
ومن بين أولئك المعتقلين الساعدي القذافي شقيق سيف الإسلام، الذي ما يزال محتجزا في طرابلس رغم أن المحكمة برأت ساحته قبل عامين من جريمة قتل مدرب لكرة القدم.
ووفقا لتقرير بلومبيرغ، فإن بإمكان أبناء القذافي التعويل على دعم جماهير سرت والعديد من المدن الليبية الأخرى التي يوجد بها كثير من أفراد قبيلتهم.
ويتعين على أبناء القذافي -طبقا لمحمد الجرح المحلل بشركة آفاق ليبيا الاستشارية- التغلب على الذين يعارضون منحهم أي دور في مستقبل البلاد، استنادا إلى أن حالة الفوضى والحروب الأهلية المتتالية في البلاد دفعت الكثيرين إلى الحنين إلى أيام النظام القديم.
وأشارت الوكالة الأميركية في تقريرها إلى أن مدينة سرت -التي تعد البوابة لمعظم ثروات ليبيا النفطية- تخضع لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتراقبها من بعيد قوات حكومة الوفاق الوطني.
وتعرضت مظاهرات سرت إلى حملة قمع من قبل قوات حفتر، التي استولت على المدينة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكشفت بلومبيرغ أن يفغيني بريغوجين، الذي يرأس مجموعة فاغنر شبه العسكرية والمقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد أوفد العام الماضي مستشارين للعمل مع سيف الإسلام. غير أن اثنين من أولئك المستشارين اعتُقلا وأودعا السجن في طرابلس.