واشنطن بوست: اعتقال عماد حجاج يبرز التناقض بين خطابات ملك الأردن والقوانين المحلية

حجاج اعتقل بسبب رسم لا يتعلق بالأردن (مواقع التواصل الاجتماعي)

قال الكاتب داود كتّاب إن الشرطة الأردنية اعتقلت الأربعاء الماضي رسام الكاركاتير الشهير في العالم العربي عماد حجاج بتهمة غريبة لا علاقة لها بالأردن، بل كما قال مسؤولون بسبب نشر كاركاتير له في صحيفة عربية مقرها لندن، يبدو أنه أغضب دولة الإمارات.

وفي مقال بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية، ذكر داود كتّاب أن الكاركاتير جاء ردا على الأخبار التي تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مترددة في بيع طائرات مقاتلة أميركية من طراز (إف-35) للإمارات على الرغم من أن الأخيرة قدمت معروفا لأميركا بموافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وتجرأ ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد على الانفصال عن بقية العالم العربي على الرغم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وعبر حجاج عن آرائه في الأمر برسم بن زايد وهو يحمل العَلَم الإسرائيلي فيما تبصق في وجهه حمامة سلام. ويأخذ البصق شكل (إف-35). وأشار داود إلى أنه من الواضح أن ملك الأردن لم يكن مرتاحا للرسم.

وأوضح الكاتب أن الملك عبد الله الثاني بن الحسين رفض علانية معاقبة الصحفيين على التعبير عن آرائهم، وقال إنه يريد أن تكون السماء هي الحد الأقصى لحرية الصحافة، ومع ذلك، كما يظهر اعتقال حجاج، فإن القوانين الحالية في البلاد تتعارض في كثير من الأحيان مع هذا الهدف الرائع.

إعلان

وأضاف داود كتّاب أنه وفي جميع أنحاء العالم العربي، تواصل الحكومات توجيه تهمة "تشويه السمعة" التي غالبا ما يُنظر إليها على أنها تعني الإساءة إلى مشاعر القادة الودودين، لإسكات الصحفيين، مشيرا إلى أن هؤلاء القادة هم من يثيرون الغضب في الغالب، وبعدها يتم استهداف رسامي الكاركاتير بانتظام.

ففي واحدة من أسوأ الحالات، قُتل رسام الكاركاتير الفلسطيني ناجي العلي في لندن عام 1987، ولا تزال قضية قتله دون حل حتى يومنا هذا، كما تعرض آخرون للضرب أو السجن أو الغرامة بسبب كتاباتهم ورسوماتهم.

واعتبر أن الأردن ليس استثناء، على الرغم من نوايا الملك المعلنة، وأنه يظل مكانا معاديا للصحفيين، بغض النظر عن الوسيلة الإعلامية.

ففي أبريل/نيسان الماضي، احتجزت قوات الأمن فارس الصايغ ورئيس التحرير محمد الخالدي لمدة ثلاثة أيام بعد أن بثت محطة التلفزيون المستقلة للرجلين "رؤيا نيوز" آراء الأردنيين الذين سئموا من الإغلاق الصارم في البلاد بسبب وباء كورونا.

واستمر داود كتّاب في استعراض أحداث الاعتقالات والتضييق على وسائل الإعلام في الأردن، ومع ذلك قال إن ما يحدث في الأردن أقل مما يجري في الدول العربية الأخرى، وأشار إلى قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لمجرد كتاباته بواشنطن بوست.

وقال إن قضية حجاج تُظهر وتؤكد بوضوح أن الأردن فشل في الوفاء بالتزاماته، وهو أمر لا يزال ينطبق على الغالبية العظمى من الدول العربية الأخرى.

وختم داود مقاله بمطالبة القادة العرب والمجتمع الدولي إعطاء الأولوية لحرية التعبير باعتبارها جزءا حاسما من جهود الإصلاح والديمقراطية الضرورية لدفع المنطقة العربية إلى الأمام.

وقال إنه لا ينبغي السماح لهؤلاء القادة بقول أشياء لطيفة عن الديمقراطية في نيويورك وبروكسل، بينما يتم إسكات الصحفيين واحتجاز رسامي الكاركاتير في عواصمهم.

إعلان

وتوج داود كتّاب بجائزة لجنة حماية الصحفيين لحرية الصحافة وجائزة بطل حرية الصحافة من معهد الصحافة الدولي ويدير شبكة الإعلام المجتمعي في العاصمة الأردنية عمّان.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان