برسالة للبنتاغون.. نائبتان أميركيتان متخوفتان من عدم ترك ترامب لمنصبه طوعا ومن توظيفه للجيش بالانتخابات

وجهت مشرعتان ديمقراطيتان بمجلس النواب الأميركي أسئلة مكتوبة إلى كل من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، عبرتا فيها عن قلقهما المتزايد من أن الرئيس دونالد ترامب قد لا يترك منصبه طواعية، أو قد يحاول استخدام الجيش، من أجل التشبث بالسلطة في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة المقررة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن النائبتين إليسا سلوتكين وميكي شيريل سألتا الجنرال ميلي عما إذا كان على دراية بأن القانون الموحد للقضاء العسكري يجرم التمرد والفتنة، وعما إذا كان يدرك أنه ملزم قانونا باتباع الأوامر القانونية الصادرة عن الرئيس المنتخب شرعيا فقط. وفي وقت متأخر من أول أمس الخميس، أجاب رئيس هيئة الأركان المشتركة كتابة على تساؤلات المشرعتين، وقال ""أدرك أنه لا يوجد سوى رئيس شرعي واحد للولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع إسبر لم يرد بعد على الأسئلة المكتوبة التي وجهت إليه.
وطلبت سلوتكين وشيريل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان التخلي عن القيام بأي عمليات عسكرية في هذه الأشهر التي تسبق انتخابات الرئاسة لاعتبارات سياسية، وليس لدواعي حماية أمن الولايات المتحدة، كما حثت النائبتان أسبر وميلي على رفض أي أوامر لتوجيه أفراد الجيش إلى مكاتب التصويت في يوم الاقتراع لانتخابات الرئاسة، وشددت النائبتان على أنه لا دور لأفراد الجيش في مكاتب التصويت.
كلما تيقن ترامب بهزيمته في الانتخابات زاد طعنه للنتائج، السيناريوات:
١ فوز ترامب هامشي او ساحق وقبول بايدن
٢ فوز بايدن ساحق وقبول ترامب
٣ فوز هامشي لبايدن ورفض ترامب، يتدخل الكونغرس، م النواب يقر بفوز بايدن والشيوخ يرفض، تتدخل المحكمة العليا والجيش ينفذ قرارهاتوقعوا فيلم هندي
— د. حيدر بن علي اللواتي (@DrAl_Lawati) August 21, 2020
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" تعقيبا على أسئلة النائبتين الديمقراطيتين إنه لم يكن من الوارد التفكير في طرح مثل هذه الأسئلة في أي وقت من تاريخ الولايات المتحدة، خارج زمن الحرب الأهلية.
تصريحات ترامب
وبررت النائبتان توجيه هذه الأسئلة بما صدر من تصريحات في الفترة الأخيرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ قال قبل أيام إنه قد لا يقبل نتائج الانتخابات الرئاسية، متسائلا عن مشروعية تصويت الناخبين عن طريق البريد، الذي يتوقع أن يلجأ إليه الكثير من الأميركيين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة بالنظر إلى المخاوف المرتبطة بانتشار جائحة فيروس كورونا.
وقالت النائبة شيريل، التي كانت في السابق قائدة لطائرة مروحية في سلاح البحرية الأميركية، إن "رئيس الولايات المتحدة يشكك في ديمقراطيتنا، وقدرتنا على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وهو ما أراه أمرا عدائيا"، وأما زميلتها سلوتكين، التي اشتغلت في السابق محللة لدى وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، فقالت في الرسالة الموجهة لأسبر وميلي "الرئيس ترامب بدأ منذ آخر أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار الماضيين بزرع بذور الشك في نتائج انتخاباتنا".
وكان وزير الدفاع الأميركي ورئيس هيئة الأركان المشتركة قد تعرضا لانتقادات شديدة من شخصيات سياسية وأيضا عسكرية بارزة متقاعدة في يونيو/حزيران الماضي، إذ اتهما بالوقوف إلى جانب الرئيس ترامب في رغبته في استخدام الجيش لقمع المظاهرات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة.
فقد وقف الوزير أسبر والجنرال ميلي إلى جانب ترامب لأخذ صور له في حديقة قريبة من البيت الأبيض، بعدما استعملت قوات الأمن القوة لفض مظاهرة سلمية في المكان نفسه من أجل فسح الطريق للرئيس.