بذكرى مجزرة قصف الإمارات الجيش اليمني.. صور حصرية للجزيرة تظهر اللحظات الأولى للغارات

حصلت الجزيرة على لقطات حصرية تُظهر اللحظات الأولى للغارات التي شنتها طائرات حربية إماراتية، واستهدفت مركزا لقوات الجيش اليمني شرقي مدينة عدن جنوبي اليمن في مثل هذا اليوم قبل عام، وأدت هذه الغارات، التي سميت بمجزرة منطقة العلم، إلى سقوط 300 عسكري ومدني بين قتيل وجريح.

وتُظهر أولى اللقطات تمركز وانتشار قوات الجيش الوطني في منطقة العلم، المدخل الشرقي لمدينة عدن، بعد استكمالها السيطرة على محافظة أبين آنذاك. كما تُظهر تصاعد الدخان بعد الغارة الأولى التي استهدفت صهريجَ وقود وعددا من السيارات العسكرية، واستمرارَ تمركز القوات في مواقعها، مع تكهنات بشأن مصدر الصاروخ، واعتقادهم أن الغارة نفذت عن طريق الخطأ.

وأما الغارة الثانية فاستهدفت تجمعا لقوات الجيش بشكل مباشر، وهو ما لفت انتباه الأفراد إلى أن الطائرات الحربية تستهدفهم، فبدؤوا في التراجع من مدخل مدينة عدن، وقد حملت بعض العربات ما استطاعت من الجرحى وجثث قتلى الجيش.

كما تُظهر الصور انسحاب قوات الجيش وأعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بعد إحدى الغارات. وقالت مصادر للجزيرة إن قادة في الجيش كانوا موجودين فيه، وإنهم خرجوا منه قبل لحظات من القصف.

سياق القصف
واستهدفت الغارات الإماراتية قوة تابعة للجيش اليمني كانت متوجهة لإنهاء تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا داخل مدينة عدن، حيث كانت قوات الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تتقاسمان السيطرة على أحياء ومناطق عدن.

وشهدت أمس الجمعة مدن يمنية فعاليات متعددة لإحياء الذكرى الأولى لما باتت تعرف بمجزرة منطقة العلم، فقد خرجت مظاهرة في مدينة تعز غربي البلاد، ندد المشاركون فيها بدور الإمارات وطالبوا بإنهاء مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية. كما نظمت مظاهرة مماثلة في جزيرة سقطرى الخاضعة لسيطرة المجلس الجنوبي، وأحييت قيادة اللواء 115 مشاة التابع للجيش ذكرى مجزرة العلم، مطالبة بضرورة متابعة ملف القتلى والجرحى ورعاية أسرهم.

من ناحية أخرى، قالت منظمة "سام للحقوق والحريات" إنها رصدت أكثر من 36 غارة جوية استهدفت قوات الجيش التابع للحكومة اليمنية في مناطق مختلفة. وذكرت المنظمة أن أبرز الغارات هي تلك التي نفذتها طائرات إماراتية يوم 29 أغسطس/آب 2019 على تخوم عدن. ودعت المنظمة في بيان إلى فتح تحقيق دولي محايد في الضربات التي استهدفت الجيش، وساهمت في إطالة أمد الحرب، وأدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.

جرائم حرب
وقالت "سام" إن الوقائع المرصودة نُفذت بما يخالف القانون الدولي، وتعد جرائمَ حرب وقتلاً خارج القانون واعتداء على الحق الأساسي في الحياة، ودعت المنظمة السلطات اليمنية إلى العمل بشجاعة على كشف ملابسات هذه الجرائم بالتعاون مع المجتمع الدولي.

ويعاني اليمن، للعام السادس، حربا مستمرة بين القوات الشرعية ومسلحي جماعة الحوثي المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014، في حين تنفق الإمارات أموالا طائلة لتدريب وتسليح قوات مناوئة لقوات الشرعية وتسعى لانفصال الجنوب عن باقي مناطق اليمن.

المصدر : الجزيرة