شرق المتوسط.. الأوروبيون يهددون بعقوبات على أنقرة وميركل تشدد على التضامن مع اليونان ومباحثات تركية بريطانية بشأن ليبيا

قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يريد إعطاء فرصة لحوار جاد بين تركيا واليونان، لكنه لوّح بإمكانية اتخاذ إجراءات ضد أنقرة إذا لم تحرز تقدما لحل الخلاف بشأن التنقيب عن الغاز شرقي المتوسط.

وقال جوزيب بوريل إن الإجراءات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق بـ"الأنشطة التي نعتبرها غير قانونية".

وفي ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين، دعا بوريل أنقرة للامتناع عما سماها الإجراءات الأحادية، ملوحا بإمكانية فرض عقوبات اقتصادية عليها.

وأضاف "نريد البحث عن طريق لعلاقة أفضل تضمن كلا من المصالح الأوروبية والتركية، ولهذا علينا أن نسير على خط فاصل بين الحفاظ على مساهمة حقيقية في الحوار وفي الوقت ذاته إيجاد قوة متكاملة في الدفاع عن مصالحنا المشتركة".

وتصاعدت حدة التوترات بين تركيا واليونان بعد أن أرسلت أنقرة سفينة مسح إلى منطقة متنازع عليها في شرق البحر المتوسط هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية.

EU foreign ministers' meeting in Berlin
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتمعوا في برلين لبحث أزمة شرق المتوسط (رويترز)

ميركل: أوروبا ملزمة بدعم اليونان
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن جميع دول الاتحاد الأوروبي ملزمة بدعم اليونان في أزمة شرق المتوسط. وأضافت أنها بحثت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطورات النزاع الناشب بين تركيا واليونان.

وخلال مؤتمر صحفي، أوضحت ميركل اليوم أن من واجب دول الاتحاد النظر لحقوق وتصريحات اليونان بجدية ودعمها عندما تكون محقة.

وأضافت أنها بذلت جهودا من أجل منع تصاعد التوتر، "وهذا الأمر أحيانا لا يتحقق سوى من خلال التحدث بشكل متكرر بين الطرفين"، مبينة أنه لا يمكن إجراء نقاشات منفردة بشأن تخصيص المناطق الاقتصادية، وألمانيا تسعى من أجل ذلك.

ولفتت المستشارة الألمانية إلى أنها تجري مباحثات مكثفة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول العلاقات مع تركيا.

وتابعت "هذه العلاقات متعددة الأوجه، فتركيا حليف في الناتو، والخلاف يدور بين عضوين في الناتو، وهذا لا يمكن أن يتركنا غير مبالين".

وأشارت ميركل إلى أن هذه الأمور تحتاج للتوضيح داخل الحلف، وأكدت أنها تجري محادثات مكثفة أيضا في هذا الإطار مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة بأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره البريطاني بن والاس، وبحثا العلاقات الثنائية وشؤونا إقليمية، أهمها الموضوع الليبي والتوتر في شرق المتوسط.

الموقف التركي
وأعلنت أنقرة الخميس تمديد مهمة سفينة "عروج ريس" للأبحاث شرقي البحر المتوسط 5 أيام إضافية، تنتهي الثلاثاء القادم.

وأرسلت هذه السفينة ترافقها سفن حربية يوم 10 أغسطس/آب الجاري، ومددت فترة المهمة الأحد الماضي قبل أن يعاد تمديدها مرة أخرى.

كما هدد وزير الدفاع خلوصي أكار أمس اليونان بقوله "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكدا أن بلاده تدعم الحوار دائما ولا ترغب في حدوث ذلك.

وذكر أكار أن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجه، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في حقوقها.

وأضاف أنه إذا اتخذ المسؤولون اليونانيون قرارا إيجابيا خلال الأيام القادمة "فسنكون سعداء باستضافتهم"، كما أكد أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.

وكشف عن إجراء مناورات بحرية شرقي البحر المتوسط، تتضمن التدريب على إطلاق النار بالذخيرة الحية يومي 1 و2 سبتمبر/أيلول المقبل، وأوضح أن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة إسكندرون بمحافظة هتاي (جنوبي البلاد).

وتتهم أثينا تركيا بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وتردّ أنقرة بأن هذه المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي، ومن ثم فإن لها الحق في التنقيب عن الغاز فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات