بعد تعثر انطلاقها.. باكستان تدعو طالبان للإسراع ببدء مباحثات السلام مع كابل

دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي قادة حركة طالبان الأفغانية للإسراع ببدء مباحثات السلام مع سلطات كابل عقب التعثر الذي شابها مؤخرا، في حين أدى هجوم تبنته الحركة أمس الثلاثاء إلى مقتل 3 أشخاص، واستهدف قاعدة للجيش الأفغاني شمالي البلاد.

وشدد قرشي أمس -بعد لقائه وفدا من طالبان بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد- على أنه لا حل عسكريا للنزاع في أفغانستان، وأن الحل ينبغي أن يكون سياسيا عبر الحوار، وأن على كافة الأطراف الأفغانية اقتناص فرصة السلام، والبدء في حوار داخلي. وأضاف الوزير أن السلام في أفغانستان يصب في مصلحة بلاده.

وكان من المفترض أن تباشر الحكومة الأفغانية وطالبان في مارس/آذار الماضي مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أزيد من 19 عاما، إلا أن المفاوضات تأجلت مرات عديدة بسبب الخلافات بشأن تبادل الأسرى، ولا سيما إطلاق سجناء طالبان "المتهمين في هجمات دامية".

وفد طالبان
وأجرى المسؤول الباكستاني محادثات مع وفد من طالبان مكون من 7 أعضاء برئاسة الملا عبد الغني بردار نائب رئيس الحركة، وحضر المحادثات أيضا المدير العام لوكالة الاستخبارات الباكستانية الفريق فايز حميد، حسب ما أظهر فيديو نشره الإعلام الرسمي. وذكر بيان للخارجية الباكستانية أن الجانبين ناقشا آخر التطورات في عملية المصالحة، مع التركيز بشكل خاص على الحوار المباشر، وأضاف البيان أن طالبان أبلغت قرشي بتنفيذ اتفاق الدوحة للسلام مع الولايات المتحدة المبرم آخر فبراير/شباط الماضي.

وذكرت وكالة الأناضول أن قرشي حذر طالبان من "المفسدين الذين يريدون تخريب عملية السلام الهشة التي خرجت عن مسارها مرارا وتكرارا في الماضي القريب".

بالمقابل، قال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني إن كابل تتوقع أن تتعاون إسلام آباد في إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، مضيفا أن "باكستان لم تف حتى الآن بالتزاماتها بهذا الخصوص".

هجوم بلخ
وجاءت مباحثات طالبان في باكستان بعد وقت وجيز من تبني الحركة هجوما انتحاريا بشاحنة مفخخة قرب قاعدة عسكرية في ولاية بلخ شمالي أفغانستان، وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إنه أدى لمقتل مدنيين اثنين وجندي من قوات التدخل السريع، وجرح 40 آخرين، إضافة إلى أضرار لحقت بمنازل كثيرة.

وأما المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد فقال -في حسابه على تويتر- إن الهجوم كان انتقاما بعد انتشار فيديو على شبكة الإنترنت يظهر جنودا أفغانا يشوهون جثث مقاتلين من طالبان جنوبي البلاد.

يشار إلى أن أفغانستان تعاني من حرب مستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان، بزعم ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات