اتهم حفتر بإفشال مبادرات السلام.. السراج يقرّ تعديلات وزارية ويحذر من "المندسين"

أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إجراء تعديلات في الوزارات الخدمية، بعد خروج المئات في مظاهرات احتجاجية في طرابلس تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية. كما حمّل السراج اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسؤولية إفشال مبادرات السلام وجهود وقف الحرب.
وفي كلمة له مساء أمس، أوضح السراج أن التظاهر السلمي والاحتجاج حق مشروع للشعب ومن واجب حكومته الاستماع إليه وتلبية مطالبه، وهي سمة الدولة المدينة، وفق تعبيره.
وحذر السراج ممن أسماهم مندسين مسلحين ينخرطون في المظاهرات ويتسببون في أعمال تخريب.
وكان المئات تظاهروا مساء الأحد في طرابلس للتعبير عن غصبهم من تدهور الظروف المعيشية والفساد في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات، قبل أن تفرّقهم قوات الأمن التي أطلقت النار في الهواء.
وحمل بعض المحتجين في طرابلس رايات بيضاء لنفي تأييدهم أي فصيل ليبي، في حين أظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجالا بلباس عسكري يوجهون أسلحتهم تجاه المتظاهرين في أحد شوارع العاصمة.
وقد دعت الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس الاثنين حكومة الوفاق إلى إجراء "تحقيق فوري وشامل" في حوادث وقعت أثناء مظاهرة الأحد في طرابلس، مما أدى إلى سقوط جرحى، وفق بيان أصدرته البعثة.
وجاء في البيان أن البعثة تدعو إلى "إجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد الأمن" في طرابلس، "مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين" من دون إعطاء حصيلة دقيقة.
من جانب آخر، حمّل السراج اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسؤولية إفشال مبادرات السلام وجهود وقف الحرب. وقال إن الحرب التي دامت 14 شهرا فُرضت على الليبيين، وإن الذي أشعلها ما زال يصر على حرمانهم من قوتهم بالإصرار على الاستمرار في إغلاق المنشآت النفطية.
في السياق، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن قوات حفتر ترفض إعادة ضخ النفط من حقلي "الشرارة" و"الفيل"، مضيفة في بيان أنها لا تستطيع توفير احتياجات محطتي كهرباء "الزويتينة" وشمال بنغازي بسبب الإغلاق القسري للمنشآت النفطية.
كما أكدت استنزاف الميزانية المخصصة لاستيراد المحروقات، وذلك لتغطية العجز الناجم عن توقف إنتاج الغاز الطبيعي وتوفير المحروقات للسوق المحلية خلال الأشهر الماضية.
وقد جدد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الدعوة إلى إنهاء الإغلاق غير القانوني للمنشآت النفطية. وأعلنت المؤسسة أن خسائر قطاع النفط بسبب الإغلاق منذ يناير/كانون الثاني الماضي وحتى اليوم تقترب من 9 مليارات دولار.
من جهته دعا السفير الأميركي في طرابلس ريتشارد نورلاند إلى استئناف إنتاج النفط فورا، وقال إن واشنطن تدعم الترتيبات التي تسمح باستئناف فوري لإنتاج النفط في ليبيا بآلية شفافة.
ووصف نورلاند بيان حكومة الوفاق الوطني والبيان الصادر عن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالتطور الإيجابي.
واتفق نورلاند في اتصال هاتفي مع السراج على ضرورة أن تركز لجنة 5+5 على سبل وقف إطلاق النار وكيفية التوصل إلى حل فعال يقضي بنزع السلاح في وسط ليبيا، ومن شأنه أن يبدأ عملية خفض التصعيد وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.