قصف وحرائق ورسائل تهديد.. المقاومة في غزة للاحتلال: كسر الحصار أو التصعيد

Power cut in Gaza
غزة تعاني من انقطاع الكهرباء لنحو 20 ساعة يوميا بعد منع إسرائيل إدخال الوقود ما تسبب بتوقف محطة الكهرباء الرئيسية (الأناضول)

تأخذ الأوضاع الميدانية في قطاع غزة منحى أكبر نحو التصعيد ولا سيما خلال الساعات القليلة الماضية بما يؤشر -برأي مراقبين- لصعوبة مهمة الوسطاء في التوصل لاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ينهي التوتر المتصاعد منذ نحو أسبوعين.

وشهدت الساعات الماضية استمرارا لغارات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما تواصلت عمليات إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من القطاع على مستوطنات "غلاف غزة".

Israeli airstrikes over Gaza
القصف الإسرائيلي على قطاع غزة مستمر منذ أسبوعين وسط رسائل تهديد بين الاحتلال والمقاومة (الأناضول)

وساطة الأطراف الثلاثة
وقالت مصادر قيادية في فصائل المقاومة بغزة للجزيرة نت، إن الوساطة التي تقودها الأطراف الثلاثة، مصر وقطر والأمم المتحدة لم تتوقف، لكنها تواجه صعوبات شديدة "بسبب تعنت إسرائيل ورفضها التعاطي مع مطالب المقاومة في غزة".

وأكدت المصادر أن المقاومة تصر على تحقيق مطالبها "الإنسانية العادلة"، ولا تخشى تهديدات الاحتلال الذي قابل هذه المطالب باشتراطات.

وفي إطار جهود احتواء التوتر، من المقرر أن يزور السفير القطري محمد العمادي غزة، يوم غد الثلاثاء، وذلك بعد نحو أسبوع من زيارة مماثلة للوفد الأمني المصري، الذي حمل رسائل متبادلة بين حماس وإسرائيل.

وعلمت الجزيرة نت من مصدر موثوق، أن إسرائيل رفضت التعاطي بإيجابية مع المطالب التي حملها الوفد المصري بعد لقائه قادة حماس في غزة، وهددت بتوسيع "دائرة النار" ما لم تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من غزة.

وعززت إسرائيل، خلال الساعات القليلة الماضية من انتشار قواتها على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة، في وقت شهد فيه البحر تحركات محمومة للزوارق الحربية.

وأوردت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة سيناريوهات محتملة إزاء "التوترات الأمنية" في غزة.

قنبلة غزة
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان للجزيرة نت "تهديدات الاحتلال لن ترهبنا، وسنكسر الحصار الظالم بكل ما أوتينا من قوة".

وفي رسالة تهديد واضحة، حذر رضوان من أن استمرار الحصار يحول غزة إلى "قنبلة لن تنفجر إلا في وجه الاحتلال".

وشدد على أن المقاومة لن تقبل بأقل من حياة كريمة لأهل غزة، وتابع "مطالبنا إنسانية عادلة، ولن نسمح للاحتلال بالاستمرار في التلاعب بحياة مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر".

وقررت إسرائيل أمس الأحد، منع إدخال كافة أنواع البضائع للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد والخاضع لسيطرتها، باستثناء المواد الغذائية والطبية.

وتغلق إسرائيل منذ نحو 10 أيام البحر أمام الصيادين، وتمنع توريد مواد البناء والوقود ما تسبب في توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل منذ الثلاثاء الماضي، وانقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا.

وقال رضوان "الاحتلال واهم إن ظن أن المقاومة ستصمت إزاء جريمة الحصار، وتشديد القيود على غزة، ولن نقبل بأقل من تنفيذ التزاماته وكسر هذا الحصار الذي يمثل جريمة حرب".

Israeli soldiers try to extinguish fire, on the Israeli side of the border between Israel and the Gaza Strip
جندي إسرائيلي يشارك بإطفاء حرائق أشعلتها بالونات حارقة أطلقت من غزة باتجاه المستوطنات المحاذية لها (رويترز)

مطالب حماس
وتطالب حماس بضرورة التزام إسرائيل بتنفيذ ما ورد في التفاهمات التي رعتها مصر العام الماضي، بدعم من قطر والأمم المتحدة.

وتضمنت التفاهمات في حينه توسيع مساحة الصيد ورفع القيود عن حركة الاستيراد والتصدير، وتقليص قائمة المواد مزدوجة الاستخدام الممنوع توريدها إلى غزة، والتي تدعي إسرائيل أنها تخشى وصولها إلى المقاومة واستخدامها في تصنيع السلاح.

كما شملت التفاهمات تنفيذ مشاريع تنموية وإغاثية، وتشغيل وخلق فرص عمل، وزيادة المساعدات المقدمة من قطر لصالح الأسر الفقيرة، وكذلك مشاريع تطوير للبنية التحتية، وتطوير محطة توليد الكهرباء وضمان تدفق الوقود للتخفيف من أزمة الكهرباء الخانقة.

وشدد رضوان على أن "الحياة الكريمة حق أساسي لشعبنا في غزة، والمقاومة مستعدة لكل الخيارات وستدافع عن هذا الحق حتى رضوخ الاحتلال واستجابته لكل متطلبات كسر الحصار".

Israel airstrikes target Gaza Strip
أطفال فلسطينيون يعالجون بأحد مستشفيات غزة بعد إصابتهم بغارة للاحتلال (الأناضول)

غضب وقهر وجوع
بدوره، دافع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل عما وصفها "انتفاضة الشباب الثائر"، وقال "إن ما يقومون به من فعاليات على الحدود هو تعبير عن حالة الغضب إزاء الحصار الظالم".

وأكد المدلل للجزيرة نت أن المقاومة لن تظل في موقف المتفرج على "القهر والجوع" اللذين تتعرض لهما غزة، بينما المستوطنون يعيشون حياة الرفاهية.

وشدد على أن الضغط على الاحتلال لن يتوقف حتى يرضخ لتنفيذ إجراءات كسر الحصار، ولن يتم السماح له بالاستمرار في سياسة المماطلة والتسويف.

وكشف المدلل عن نقاشات مستمرة في إطار "الهيئة العليا لمسيرات العودة"، وبحث في استئناف فعالياتها الشعبية على السياج الفاصل.

وكانت الهيئة قررت أواخر العام الماضي اقتصار فعالياتها على المناسبات الوطنية، بعد عام على الفعاليات الأسبوعية، قبل أن تتوقف كليا مع بداية العام الجاري بسبب جائحة فيروس كورونا.