هيمنة وسخرية ومقاطعة لانتخابات مجلس الشيوخ.. هل فهم السيسي رسائل المصريين؟

السيسي يدلي بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ 2020
السيسي أثناء الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ (مواقع التواصل الإجتماعي)

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجات من السخرية والتساؤل عن الجدوى والرسائل السياسية، وذلك مع إعلان الهيئة العليا للانتخابات في مصر نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ بنسبة مشاركة بلغت 14% فقط، وهيمنة مطلقة لحزب مستقبل وطن الموالي للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم -في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء- إن نحو 8 ملايين فقط من بين أكثر من 62 مليون ناخب مسجل، أدلوا بأصواتهم يومي 11 و12 أغسطس/آب في انتخابات الغرفة الثانية من البرلمان المصري، بنسبة مشاركة وقفت عند حد 14.23%.

كما أظهرت النتائج أن حزب مستقبل وطن المؤيد بشدة للسلطة بصدد أن يصبح أكبر حزب في مجلس الشيوخ، وهو هيئة استشارية بلا سلطات تشريعية تأسست عبر تعديل دستوري مثير للجدل تمت الموافقة عليه العام الماضي، ويضم المجلس 300 عضو، منهم 100 يعينهم الرئيس السيسي، و100 للمقاعد الفردية و100 آخرين للقائمة المغلقة التي لم يكن بمقدور أحد التنافس عليها مع الحزب الذي يحظى برضا السلطة.

وقبل 5 سنوات دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحزاب إلى تشكيل قائمة موحدة يتفق عليها الجميع للمشاركة في انتخابات مجلس النواب وقتها.

هيمنة مطلقة

وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات إن قائمة حزب مستقبل وطن فازت بثلث المقاعد، حيث كانت هي الوحيدة التي تقدمت للانتخابات، ونالت تأييد أكثر من 5% من الناخبين بجميع أنحاء البلاد، وهي النسبة القانونية اللازمة للإعلان عن فوزها بالتزكية.

وأعلن إبراهيم أسماء 74 مرشحا فازوا بمقاعد فردية، موضحا أن جولة الإعادة ستجرى في 8 و9 من سبتمبر/أيلول لتحديد الفائزين بالمقاعد الفردية الـ 26 المتبقية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن تقرير من هيئة الانتخابات يظهر أن حزب مستقبل وطن فاز بـ 68 مقعدا من المقاعد الفردية وعددها 74. وأكد الحزب الرقم في صفحته على موقع فيسبوك.

وأظهر التقرير حصول حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب آخر مؤيد للحكومة، على 5 مقاعد فردية، بينما ذهب مقعد واحد إلى مرشح مستقل، وأعلن حزب النور السلفي المؤيد للسيسي أن 4 من مرشحيه دخلوا جولة الإعادة على المقاعد الفردية المتبقية.

ويقول المسؤولون إن مجلس الشيوخ سيعزز المشاركة السياسية. لكن مستوى التحضير للانتخابات كان ضعيفا، وهو ما أرجعه المعلقون لجائحة فيروس كورونا المستجد، وانخفاض مستوى الوعي بالمجلس الجديد وعدم مبالاة الناخبين.

وجرت انتخابات مجلس الشيوخ وسط تساؤلات حول سر الهرولة نحو إجراء الانتخابات رغم كلفتها المادية وكذلك الصحية في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، وبالتزامن مع قضايا إقليمية شائكة؛ مثل سد النهضة الإثيوبي، فضلا عن الأداء المتدني لمجلس النواب، حسب المعارضة المصرية.

رسائل شعبية

ولم يتوقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا عند تفاصيل نتيجة الانتخابات باعتبارها محسومة مسبقا، حيث أعاد بعضهم التذكير بجدوى مجلس الشيوخ دون سلطة تشريعية أو رقابية في ظل أزمة اقتصادية متصاعدة.

وسخر كثيرون من نسبة المشاركة المتدنية باعتراف النظام نفسه، في حين اعتبرها آخرون رسالة واضحة من المصريين تجاه نظام السيسي.

وقال مغردون إن المصريين بعثوا رسالة للسيسي ونظامه حول غضبهم من النظام ورفضهم لسياساته ومنهجه الاقتصادي، في ظل الارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات الرئيسية، فضلا عن وصول ديون مصر لمستويات قياسية.

وجرت الانتخابات في ظل مقاطعة من المعارضة في الخارج ومعظم التيار الإسلامي؛ كما أعلنت أحزاب وشخصيات معارضة داخل مصر المقاطعة.

وفي بيان مشترك، أكد الموقعون أن المناخ المحيط بهذه الانتخابات بعيد عن أن يكون المناخ الصحيح لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، خاصة مع الأعداد الكبيرة من المواطنين في السجون بلا محاكمة أو حتى تحقيق، ومع القيود المفروضة على كل أدوات الإعلام التقليدي والجديد، وعلى حريات التنظيم والتجمع السلمي.

وتوقف بعض رواد مواقع التواصل عند الفشل الكبير الذي حققه حزب النور السلفي الداعم للسيسي، حيث أظهرت النتائج عدم فوز مرشحيه في الجولة الأولى، في حين أعلن الحزب أن 4 من المرشحين سيدخلون جولة الإعادة الشهر القادم.

وقال مغردون إن نظام السيسي طوى صفحة حزب النور بعدما استنفد غرضه خلال المرحلة السابقة، منتقدين مواصلة الحزب دعم السيسي ونظامه والصمت عن الكثير من الملفات التي تمس الأمن القومي المصري، مثل سد النهضة.

المثير أن بعض المغردين من أنصار السيسي اعتبر خسارة حزب النور رسالة من الشعب المصري تجاه الإسلاميين، وأن الانتخابات الأخيرة وضعت نهاية للأحزاب التي تقوم على أساس ديني، متوقعين المصير نفسه في انتخابات مجلس النواب المقبلة.

المصدر : الجزيرة + رويترز + مواقع التواصل الاجتماعي