انقسام بشأنها بين مؤيد ورافض.. هكذا يحيي شيعة العراق شعائر محرم في ظل كورونا

يعدّ ستار رحيم -أحد أصحاب ما يُعرف بالمواكب الحسينية- الأيام والأشهر لاستقبال ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في شهر محرم، حيث اعتاد مئات الآلاف من شيعة العراق ودول العالم على إحياء الشعائر والطقوس طوال أيام هذا الشهر، وصولا إلى نهاية شهر صفر من كل عام. إلا أن جائحة كورونا تسببت هذه السنة -على غير العادة- في إجباره وغيره من أصحاب المواكب على تطبيق الإجراءات الوقائية، ومنها التباعد لمسافات بين الحضور، للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويشير ستار رحيم -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن موكبه يحرص على تطبيق الإجراءات الوقائية وأساليب التباعد الاجتماعي، ومنها نصب مرشّة تعقيم عند البوابة الوحيدة، وتوزيع القفازات والكمامات على الحضور في كل يوم، وفرش سجادة صلاة لكل شخص تبعد مسافة مترين عن الأخرى، فضلا عن توزيع الطعام والشراب بأوان تستخدم مرة واحدة، ومنع المصافحة منعا باتا، وتضمين المحاضرة الدينية في كل يوم عدة إرشادات للوقاية.

طقوس خاصة
وفي بغداد وباقي المحافظات جنوب البلاد، وقبيل أيام من دخول شهر محرم، تنتشر الأعلام واللافتات والصور الخاصة بالمناسبة في الطرق الرئيسية والشوارع وأسطح المنازل وعلى جدران البيوت، وكذلك تحيي المواكب ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في الشوارع والجوامع، تتخللها محاضرات دينية وتربوية وتثقيفية، وبعدها يأتي ما يعرف بالرادود لقراءة القصائد الخاصة بهذه المناسبة أمام المئات من الأشخاص.
وتشهد مدينة كربلاء في كل عام زيارات حاشدة قبل ذكرى مقتل الحسين في العاشر من محرم، حيث يقصدها الزائرون من كل بلدان العالم ومن كل شرائح المجتمع، الكبار والصغار والنساء والشيوخ والشباب.

منع دخول الزائرين
وبسبب تفشي جائحة كورونا، قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة في العراق منع دخول الزائرين لأداء مراسيم محرم من خارج البلاد، منعا باتا.
كما حثت السلطات العراقية المواطنين على الاقتصار على إقامة المجالس العائلية المحدودة في منازلهم، وعدم نصب السرادق، والالتزام بالتباعد الجسدي وفواصل لا تقل عن مترين في كل اتجاه، مهددة المخالفين بتحمل المسؤولية.
وتختلف الظروف هذا العام عن سابقاتها في ظل جائحة كورونا، حيث دعا رجال الدين -ومن بينهم المرجع الأعلى علي السيستاني- إلى الاكثار من بثّ المجالس على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الإنترنت، وعقد المجالس البيتية في أوقات معينة من الليل أو النهار، على أن يقتصر الحضور فيها على أفراد العائلة والمقربين منهم.
ودعا السيستاني المجالس العامة إلى الالتزام بالضوابط الصحية التزاما صارما، وبأن يراعى فيها التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من وباء كورونا.
من جهته، تحدث المواطن عباس رحيم الذي يشارك كل عام في مراسيم إحياء شعائر محرم -للجزيرة نت- عن الاستعدادات لهذا الشهر، مؤكدا أنها مكتملة من كل النواحي وخصوصا من الناحية الطبية، حيث اتخذت كافة الإجراءات الاحتياطية في ظل هذه الجائحة.
وشدد رحيم على التزامهم بتطبيق الإجراءات الصحية من حيث التباعد في المسافة بين الأشخاص، ولبس الكمامات والقفازات التي سيتم توزيعها مجانا، مع نشر منظومات للتعقيم عند مداخل المجلس.

انقسام
وتسبب كورونا أيضا في خلق حالة من الانقسام، بين مؤيد لإحياء الشعائر مثل الأعوام السابقة، وبين رافض لذلك ومطالب بالاكتفاء بإحيائها كل في مكانه.
وفي هذا الإطار، أبدى المواطن حيدر لؤي كامل مخاوفه في ظل هذه الظروف، بالقول "كمواطن ومشاهد للأحداث وفي ظل الإصابات المتزايدة، تحتم عليّ أن أتبع الإجراءات الوقائية والتعليمات الصادرة من وزارة الصحة العراقية، لأن سلامة المواطن أولا"، وطالب بأن "تأخذ الأمور بمحمل الجد، لأن البلد غير مؤهل في ظل الظروف الحالية ونقص المستشفيات والكوادر الطبية".
وأكد كامل ضرورة مراعاة جهود الأطباء والجيش الأبيض ودعمهم من خلال الابتعاد عن التجمعات أو تحشيد الزائرين، سواء في كربلاء أو في المواكب.