توماس فريدمان: الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي زلزال جيوسياسي بالشرق الأوسط

Protest in West Bank
مظاهرة بالضفة الغربية ضد الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي (رويترز)

وصف الكاتب توماس فريدمان الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي بأنه زلزال جيوسياسي ضرب منطقة الشرق الأوسط، وقال إن وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب له بـ"الاختراق الضخم" هو وصف مستحق.

وقال فريدمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) إن هذا الاتفاق ليس بحجم زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للقدس في 1977، ولا مصافحة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات لإسحق رابين في 1993، لكنه قريب منهما لأنه يؤثر على كل القوى الكبيرة في المنطقة.

وأوضح الكاتب أن هذا الاتفاق يفيد المعسكر المؤيد لأميركا، المؤيد للإسلام المعتدل، والمؤيد لإنهاء الصراع مع إسرائيل مرة واحدة وللأبد، على حساب المعسكر الراديكالي الموالي لإيران والمعادي لأميركا "معسكر النضال الإسلامي الدائم ضد إسرائيل الذي سيصبح أكثر عزلة".

السلطة الفلسطينية ستعود للمفاوضات

واستمر فريدمان يعدد تأثير الاتفاق على القوى بالمنطقة ليقول إن السلطة الفلسطينية ستُجبر على الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع إسرائيل لأن الاتفاق يجردها من فكرة أن دول الخليج العربية ستُطبع مع إسرائيل فقط بعد أن تلبي الأخيرة مطالب السلطة بإقامة دولة حسب مواصفات السلطة.

كذلك سيشجع الاتفاق، حسب فريدمان، دول الخليج الخمس الأخرى جميعها على أن تحذو حذو الإمارات وتخرج بعلاقاتها السرية مع إسرائيل إلى العلن حتى لا تترك الإمارات وحدها تتمتع بالجمع بين رأسمالها والتكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة في كل المجالات، وتصبح هي وإسرائيل الأكثر قوة وثروة بالشرق الأوسط.

كما استفاد من الاتفاق أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني بتأجيل الضم الإسرائيلي لأراض بالضفة الغربية وتنشيط الجهود لتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية، كما تم نزع فتيل تقسيم الجالية اليهودية في أميركا بين دعاة الضم المتشددين ومناهضيه، وكذلك استفاد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، إذا خلف ترامب، لأنه لن يضطر للخوض في قضية الضم الشائكة، وسيحتفظ بتحالف أقوى مؤيد لأميركا في المنطقة للعمل معه.

إيران وحلفاؤها أكبر الخاسرين

أما أكبر الخاسرين من الاتفاق فهم إيران وحلفاؤها: حزب الله، والمليشيات العراقية، والرئيس السوري بشار الأسد، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وحركة الجهاد الإسلامي، والحوثيون باليمن، بالإضافة إلى تركيا.

وأوضح أن الرسالة الضمنية التي بعث بها الاتفاق من الإمارات إلى إيران هي "الآن لدينا إسرائيل تقف إلى جانبنا، فلا تستأسدوا علينا".

ويضيف فريدمان أن هناك رسالة أخرى أقوى ذات بعد نفسي موجهة لإيران ووكلائها، وهي "هناك الآن تحالفان في المنطقة؛ الأول هو حلف الذين يرغبون في أن يدفن المستقبل الماضي بقيادة الإمارات، والثاني هو حلف من يريدون للماضي أن يدفن المستقبل بقيادة إيران".

وختم فريدمان مقاله بالقول إنه تابع شؤون الشرق الأوسط مدة طويلة للغاية ويستطع، بفضل هذه المتابعة، أن يقول الآن باطمئنان "إن هذه المنطقة لن تعود كما كانت أبدا".

المصدر : نيويورك تايمز