هل تجني حصاد تسييس الفتوى؟.. المصريون يفقدون الثقة في دار الإفتاء

Omran Abdullah - دار الإفتاء المصرية (مواقع التواصل) - محدث: منبر الآسك للفتاوى.. هل انتهى زمن مؤسسات الإفتاء التقليدية؟
دار الإفتاء المصرية تماهت كثيرا مع مواقف السلطة السياسية في السنوات الماضية (الجزيرة)

صدمة قوية تلقتها دار الإفتاء المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ربما تكشف عن فقدان المصريين ثقتهم بالمؤسسة الدينية الرسمية.

وفي صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك استطلعت دار الإفتاء رأي المصريين في الجهة التي يلجؤون إليها بحثا عن الفتوى، وخيّرتهم بين محرك البحث غوغل وبين موقع دار الإفتاء.

وجاءت الإجابة صادمة حيث كشف الاستطلاع أن نحو 70% من المشاركين يتجهون إلى غوغل للإجابة عن أسئلتهم الدينية وطلبا للفتوى، علما بأن هذه النسبة كانت بعد مرور أكثر من 17 ساعة من الاستطلاع الذي يستمر على مدى 24 ساعة.

وقال رواد مواقع التواصل إن هناك أسبابا عدة وراء فقدان الثقة في دار الإفتاء، على رأسها "تسييس الفتوى" بحسب وصفهم.

وخلال تعليقهم على الاستطلاع، قال آخرون إن البحث الحر يمكّنهم من التعرف على جميع الآراء دون تحيزات فكرية أو سياسية، وهو على العكس مما تفعله دار الإفتاء التي تقدم فتوى تخدم النظام المصري، وتشتبك مع القضايا المثارة وفقا لرؤية النظام وأولوياته.

نتيجة الاستطلاع وتعليقات رواد مواقع التواصل، اعتبرها محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف سابقا، دليلا على عدم ثقة المصريين في دار الإفتاء.

وأعرب المستشار السابق عن حزنه لما آلت إليه دار الإفتاء التي كانت "محط الرحال، ومكان كبار العلماء كالإمام محمد عبده، وحسن مأمون، وحسنين مخلوف".

وعلى الرغم من مسؤولية دار الإفتاء المصرية عن الفتوى الدينية والإجابة عن تساؤلات المصريين الشرعية، فإنها منذ الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي (الرئيس الحالي) في صيف 2013 اشتعلت نشاطا في إصدار الفتاوى ونشر الأبحاث والدراسات الداعمة للسيسي والمبررة لمواقفه، مما جعلها هدفا مستمرا لسخرية مواقع التواصل.

وانتقلت من مجرد الدفاع والتبرير إلى مهاجمة خصوم الرئيس المصري ومعارضيه، ليس في الداخل فقط، بل حشرت نفسها في الأزمات الدولية والإقليمية بما يوافق هوى السيسي، لتصبح تركيا -خاصة رئيسها رجب طيب أردوغان- هدفا دائما لنيران دار الإفتاء المصرية.

أحدث أزمات دار الإفتاء التي تورطت فيها دفاعا عن السيسي كان وصفها الفتح الإسلامي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول) بالاحتلال العثماني، وذلك في معرض مهاجمة أردوغان، لتعود لتعديل موقفها تحت ضغوط وسخرية مواقع التواصل.

كما انشغلت سابقا بمهاجمة أعمال درامية تركية، واعتبرت أنها أسلحة يستخدمها الرئيس التركي أردوغان للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.

وفي المقابل، أشادت دار الإفتاء بالأعمال الدرامية المصرية التي تمجد من الجيش المصري مثل مسلسل الاختيار، والذي عرض في رمضان الماضي.

 

وفي الشهر الماضي، وافق مجلس النواب على تعديل قانون تنظيم دار الإفتاء بما يسمح للسيسي باختيار المفتي، حيث ينص القانون على تبعيتها لمجلس الوزراء بدلا من وزارة العدل، واعتبارها كيانا دينيا مستقلا، وهو ما رفضه بعض النواب وممثل الأزهر باعتباره يمس استقلالية الأزهر.

وينهي القانون الطريقة التي اعتمدت عام 2012 في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي والتي تقضي بانتخاب المفتي من خلال اقتراع سري مباشر، يصوت فيه أعضاء هيئة كبار العلماء التي يترأسها شيخ الأزهر.

في المقابل، يؤسس القانون لآلية مغايرة توقف سلطة هيئة كبار العلماء عند اختيار ثلاثة مرشحين للمنصب من داخل الهيئة أو من خارجها، ثم ترفع ترشيحاتها تلك لرئيس الجمهورية الذي منحه القانون سلطة مطلقة في الاختيار من بين المرشحين الثلاثة، كما منحه الحق في التمديد للمفتي بعد أن يبلغ السن القانونية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي